سلط المشاركون في ندوة حول الصناعات الثقافية والإبداعية، اليوم الجمعة بالرباط، الضوء على الجوانب المتعددة لهذا النوع من الصناعات في زمن الابتكار والعولمة.
وشكل هذا اللقاء، المنظم بشراكة مع فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية في إطار الدورة الأولى للمنتدى المغربي للصناعات الثقافية والإبداعية، مناسبة لإبراز مختلف الفرص التي تتيحها الصناعات الثقافية والإبداعية وكذا الرهانات التي تطرحها.
وأبرز المتدخلون أن الصناعات الثقافية والإبداعية واعدة بشكل كبير من حيث خلق فرص الشغل وتحقيق النمو الاقتصادي والتطور المجتمعي، مؤكدين على الدور الحيوي الذي تلعبه هذه الصناعات في إعطاء دينامية للمشهد الثقافي الوطني.
وأوضحوا، في هذا الصدد، أن تأثير الهيئات الثقافية والإبداعية لا يقاس فقط بنسب الإقبال والارتياد، بل أيضا بجوانب أخرى مرتبطة أساسا بالجودة، داعين، بهذا الخصوص، إلى إحداث مؤشرات قياس للتأثير متميزة تخضع لمساطر خاصة.
وأضافوا أن هذه المؤشرات والمساطر الخاصة ستسمح بمراقبة مستمرة وتقييم طويل المدى لمستوى تأثير الهيئات الثقافية والإبداعية وإسهامها في النسيج الاجتماعي والثقافي.
كما دعا المشاركون في هذا اللقاء إلى العمل على تحقيق التقائية أفضل بين السياسات العمومية المرتبطة بهذا القطاع، مؤكدين على أهمية التنسيق بين الهيئات الحكومية لتعزيز تأثير الصناعات الثقافية والإبداعية وتطويره وتجويده بشكل فعال.
وشددوا أيضا على أهمية الاستثمارات الإستراتيجية التي تهدف إلى النهوض بالصناعات الثقافية والإبداعية، مبرزين دور هذه الصناعات في الدفع بالتكامل والاندماج الاجتماعي.
وأبرزوا أن الاستثمارات المستهدفة في هذه المجالات ستمكن من بناء مجتمع أكثر اندماجا، مؤكدين أن هذه البنيات الثقافية والإبداعية تتجاوز الحدود الاجتماعية والثقافية لتخلق جسورا بين المجتمعات.
من جهة أخرى، أبرز الخبراء الوقع المهم للتطور التكنولوجي، سيما الذكاء الاصطناعي، على تطور الصناعات الثقافية والإبداعية، والعمليات الإبداعية في هذا القطاع، موضحين أن هذه الأدوات تمكن من تحقيق استكشاف فني ومبتكر، وتفتح في الوقت نفسه آفاق جديدة.
يشار إلى أن الدورة الأولى للمنتدى المغربي للصناعات الثقافية والإبداعية تنظم بمبادرة من مؤسسة هبة، بدعم من الاتحاد الأوروبي بالمغرب والمعهد الفرنسي بالمغرب ووزارة الشباب والثقافة والتواصل.
ويهدف المنتدى يهدف إلى توحيد وجمع مختلف رواد الأعمال أو الفاعلين في الصناعات الثقافية والإبداعية في المغرب، ليكون منصة حقيقية للتبادل والتواصل، وتعزيز ريادة الأعمال الثقافية وإثراء النقاش الوطني حول القطاع الإبداعي والثقافي، مبرزا أن هذا الحدث يربط بين الفاعلين الرئيسيين في هذه الصناعات لتطوير القطاع وتشجيع المبادرات الواعدة في الثقافة والفن.
وتتمحور الدورة الأولى من هذا المنتدى حول أربعة محاور رئيسية تتمثل في الاقتصاد الإبداعي في المغرب، ونماذج التمويل، والدعم والتدريب، وحقوق المؤلف والملكية الفكرية.