بقلم : ذ. حسام الكلاعي/ العرائش
– يستعد مبنى بلاغير، الرمزي والشاهد على تاريخ العرائش، لبدء حياة جديدة. تم بناء هذا المبنى في بداية القرن العشرين، وكان لفترة طويلة فخرًا معماريًا للمدينة قبل أن يغرق في الإهمال لعدة عقود. اليوم، بفضل مالكه الجديد بنك أفريقيا، سيتم ترميم هذا المبنى ليصبح مساحة ديناميكية تضم محلات تجارية، مكاتب وشقق.
” تراث معماري فريد”
يقع مبنى بلاغير في قلب العرائش، وتم تشييده خلال فترة شهدت فيها المدينة تطورًا عمرانيًا وثقافيًا ملحوظًا. يمثل تصميمه المعماري، المميز لتلك الحقبة، مزيجًا من الطراز الأوروبي والمغربي، مما يعكس التأثيرات التي طبعت المدينة. هذا المبنى أكثر من مجرد هيكل؛ إنه جزء لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية لسكان العرائش.
### من الخراب إلى النهضة
على مر السنين، أدى غياب الصيانة إلى تحول مبنى بلاغير إلى حالة شبه خراب. كانت واجهاته التي كانت في السابق مهيبة قد أصبحت مثالًا حزينًا للإهمال. ومع ذلك، فإن شراء الأخير من قبل بنك أفريقيا يمثل بداية عهد جديد لهذا المبنى التاريخي.
أعلن البنك عن مشروع طموح للترميم يهدف إلى إعادة الحياة إلى المبنى مع احترام تصميمه المعماري الأصلي. ستشمل الأعمال ترميم العناصر الزخرفية الأصلية، إصلاح الهيكل وتكييف المساحات لاستخدامات حديثة.
” مشروع مدفوع بالأمل”
يأمل سكان العرائش والمدافعون عن التراث الحضري أن يحافظ هذا الترميم على أصالة وجمال مبنى بلاغير الأصلي. أكد بنك أفريقيا التزامه بالحفاظ على الخصائص المعمارية التي تجعل من هذا المبنى رمزًا للمدينة. سيتم تصميم المساحات التجارية الجديدة، المكاتب والشقق لتندمج بشكل متناغم مع النسيج الحضري الحالي، مع إضفاء لمسة من الحداثة.
### الأثر الاقتصادي والثقافي
يمثل إعادة تأهيل مبنى بلاغير ليس فقط بادرة للحفاظ على التراث، ولكن أيضًا فرصة اقتصادية للعرائش. يمكن أن يحفز إنشاء محلات تجارية ومكاتب جديدة النشاط الاقتصادي وجذب الشركات، مما يسهم في إحياء وسط المدينة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يشجع ترميم هذا المبنى الرمزي أيضًا مبادرات مماثلة، مما يعزز من قيمة التراث المعماري للمدينة.
” الخاتمة”
يمثل تحويل مبنى بلاغير مشروعًا يرمز إلى قدرة العرائش على إعادة ابتكار نفسها مع تكريم ماضيها. بينما تبدأ أعمال الترميم، يتعاظم الأمل في أن تستعيد هذه الجوهرة المعمارية روعتها السابقة وتستمر في إثراء الذاكرة الجماعية للسكان للأجيال القادمة.
ينتظر سكان العرائش بفارغ الصبر رؤية هذا المبنى ينهض ويندمج في الحياة الحديثة للمدينة، مع الحفاظ على جوهره التاريخي. إنه فصل جديد يُفتتح لمبنى بلاغير، قصة من النهضة والاحترام للتراث.