بمناسبة عيد الأم وخاصة ليس ببعيد احتفلنا باليوم العالمي لحقوق المرأة، ارتأينا العودة إلى أحداث الإضراب عن الطعام لخمس نساء نهاية شهر غشت الماضي، حيث اهتز عرش مقاطعة الكيبيك عند سماع ذوي مداد الصحافة المحلية، الجهوية والوطنية وهي تنشر خبر إقدام 5 مواطنات كنديات نزيلات مراكز الصحة، بالدخول في إضراب عن الطعام، وذلك للتنديد برداءة جودة الوجبات الغذائية.
بالضبط ومن قلب مدينة ݣرامبي، المدينة الأكثر استراتيجية بالكيبيك، حيث تتوسط المدن الكبرى وتبعد بساعة من الوقت عن كل من مدينتي مونتريال و شيربروك، دخل خمس نساء كنديات في إضراب عن الطعام ينددن برداءة الوجبات الغذائية. فتقول إحداهن ينقص التنوع في الوجبات الغذائية وفي جودتها، وتصرح أنها اشتاقت إلى البصل وبعض التوابل، وتصرح أخرى أنها اشتاقت إلى الطماطم.
في الندوة الصحافية، أكدت السيدات المضربات عن الطعام بأنه يوجد نزلاء يقاطعون هذه الوجبات الروتينية، رديئة الجودة والتي لامذاق لها، حيث أضاف أحد المتدخلين أنه هناك من يبقى على هذه الوضعية حتى أن يغادر إلى دار البقاء، وتضيف السيدة متزعمة هذا الإضراب، حيث صرحت للجريدة المحلية, التي كانت وراء تحريك هذا الملف, أنه هناك نزلاء ونزيلات يعانون من سوء التغذية، وهناك من تعاني من نقص في مادة الحديد وهناك من يعانون من نقص البروتينات لأنهم يأكلون هذا الأكل فقط لكي يبقوا على قيد الحياة بالرغم من عدم تنوعه ورداءة جودته.
فنددت المضربات عن الطعام بتجاهل السياسيين لندائهن وطلبهن المساعدة والتدخل من أجل إنصافهن فقط لتوفير الطعام الذي تستوجب فيه الشروط الطبيعية، فهن لم يطالبن لا بسيارات فارهة ولامنازل ولا تأشيرات سفر لقضاء العطل في البلدان السياحية، يردن فقط أكل محترم للبقاء على قيد الحياة، ولا مجيب لندائهن.
ومن هنا نزلت السلطة الرابعة بكل ثقلها، حيث دخلت أقلام وكاميرات الصحافة على الخط، هاته السلطة التي تكشف المستور والتي لا تترك أي مجال للسياسي من أجل التملص من مسؤوليته، فجاء الرد السريع بعد يومين من الإضراب عن الطعام، من وزيرة في الحكومة، على أن الأمور سيتم معالجتها، وسيتم تحسين وتنوع الوجبات الغذائية، فأعطيت الأوامر لتعيين لجنة دائمة في هذا المركز لتتبع ومراقبة جودة الأطعمة.
وعبر جواد الكعابي، المرشح السابق لمنصب العمدة بهذه المدينة عن تآزره مع نزيلات ونزلاء هذا المركز، حيث ساءل في عدة مواقع، عمدة المدينة منافسته السابقة لهذا المنصب، لماذا لم تتدخل وتضغط على الحكومة كي تستجيب لطلب النزلاء، وخاصة أن كل هذا يقع في جغرافية مدينتها، حيث تجاهلت الموضوع وكأنه شيئا لم يكن، واكتفت بالحضور في ملاعب التينيس والسهرات الموسيقية، في الوقت الذي اهتز فيه الرأي العام المحلي والجهوي والوطني بهذا الحدث. ويضيف جواد الكعابي، فكيف لعمدة كان شعار حملتها الإنتخابية هو تحسين جودة معيشة المواطنين، أن تتجاهل معاناة هؤلاء ولو بتضامنها معهم بتصريح واحد أو بتنديد صحافي، وهذا من أضعف الإيمان.
نذكر على أن الإضراب عن الطعام هذا تزامن مع أسبوع تنظيم مباريات التينيس وكذا فيستيفال الموسيقى بالمدينة، حيث تغلب صوت الجوع على صوت الرياضة والموسيقى بهذه المدينة الإستراتيجية، والتي تخبأ في ملفها عدة مشاكل كالنقل العمومي، النقص في السكن الإجتماعي، ضعف جلب اليد العاملة المؤهلة وكذا عدم التغلب على هجرة أبنائها وكفاءاتها نحو المدن الكبرى المجاورة.
كما لاننسى بالمناسبة الفئة من دون مأوى والتى تم إبعادها من طرف العمدة إلى جوار المقبرة عوض إيجاد حل لإيوائهم.