توجت أشغال الملتقى الدولي حول “الشباب وتحديات التغيرات المناخية”، المنعقد اليوم الأربعاء ببنسليمان، باعتماد إعلان بنسليمان، الذي يلتزم من خلاله شباب العالم بالعمل بدون كلل من أجل مستقبل أخضر ، عادل ومستدام لفائدة جميع مكونات المنظومة البيئية العالمية.
وأبرز إدريس الكراوي، رئيس جمعية الدراسات والأبحاث للتنمية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا الملتقى المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن إعلان بنسليمان انبثق عنه إنشاء الشبكة الدولية للشباب للإعلان العالمي لحقوق البشرية، والتي تهدف إلى أن تشكل تحالفا عالميا للشباب من أجل حماية البيئة والكائنات الحية.
وأوضح أن هذه الشبكة الدولية للشباب تروم تنظيم سفراء الإعلان العالمي لحقوق البشرية، وهو نص تم وضعه سنة 2015 في إطار الاستعدادات لمؤتمر كوب 21 بباريس، والذي يهدف إلى تكريس حق البشرية في العيش وسط محيط صحي ومستدام.
وأضاف أن الهدف من هذه الشبكة يكمن في إطلاق مشاريع مبتكرة، يشترك فيها الشباب ويتكلفون بها من خلال جماعاتهم الترابية، ومدارسهم وجامعاتهم وكذلك عملهم في المجتمع المدني.
وبعد إشارته إلى أن هذه المبادرة تأتي في سياق تتعرض فيه البشرية والطبيعة للخطر بسبب الآثار الضارة لتغير المناخ، وتسارع فقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الأراضي والمحيطات، سلط السيد الكراوي الضوء على عدد من المبادئ والحقوق والواجبات التي ستعمل الشبكة الدولية على جعلها محط اعتراف بها لدى البلدان التي ينحدر منها الشباب الأعضاء في الشبكة وكذلك لدى المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، يدعو إعلان بنسليمان إلى اعتماد مقاربة أكثر وعيا بالطبيعة، وترسيخ أسس التنمية المسؤولة والمنصفة والتضامنية والدامجة والتشاركية والمستدامة، بالإضافة إلى تعزيز الاقتصاد الدائري ومنح الأفضلية للطاقات المتجددة وتثمين المحافظة على النظم البيئية وتقليص البصمة الكربونية العالمية.
وحسب هذا الإعلان، فإن الشباب يشكلون الفئة المجتمعية الأكثر تضررا من تداعيات التغييرات المناخية، لاسيما القاطنين في الوسط القروي.
وفي هذا الإطار، دعا إعلان بنسليمان على الخصوص، إلى سن سياسات بيئية عادلة ومنصفة، معتبرا أن ذلك “يكتسي صبغة استعجالية”.
وأضاف الإعلان أن هذه السياسات يجب أن “تراعي بالضرورة احتياجات السكان الأكثر هشاشة ومصالح الأجيال القادمة. ويجب أن تكون مشفوعة بسياسات عمومية تتوخى تحسين إلى حد كبير الظروف المعيشية للفئات الفقيرة والهشة في جميع أنحاء العالم”.