اختتمت، مساء الخميس بفاس، أشغال الدورة السنوية العادية الخامسة لاجتماع المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي انعقدت في إطار مواصلة تنزيل مقتضيات المادة 4 من الظهير الشريف المحدث للمؤسسة، بانضمام 14 فرعا جديدا للمؤسسة ليصبح عدد فروعها في البلدان الإفريقية 48 فرعا.
وانكب أعضاء المؤسسة على مناقشة المشاريع والأنشطة المبرمجة برسم سنة 2024 واعتمادها على مستوى اللجان الأربع الدائمة للمؤسسة، وهي لجنة الأنشطة العلمية والثقافية، ولجنة الدراسات الشرعية، ولجنة إحياء التراث الإسلامي الإفريقي، ولجنة التواصل والتعاون والشراكات، فضلا عن تقديم الأمانة العامة للمؤسسة تقرير أنشطة المؤسسة برسم سنة 2022، وملخص أنشطة المؤسسة لسنة 2023، والإعلان الرسمي عن (ميثاق العلماء الأفارقة)، وهو دليل مذهبي بمثابة وثيقة مرجعية خادمة لجهود المؤسسة وراعية لعلمائها ومحققة لأهدافها.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، على الحاجة الملحة للعلماء الأفارقة اليوم إلى صيانة وحماية مقومات الشخصية الإفريقية المسلمة وضمان تأطير جيد لعملها وسلوكها، مشددا على “ضرورة حماية المسلمات والقناعات التي تؤمن بها انطلاقا من القناعة بأهمية وجدوى الحفاظ على الثوابت الدينية المشتركة”.
وشدد السيد رفقي، في هذا السياق، على أهمية العمل الجاد الذي تم بذله خلال هذه الدورة من طرف جميع أعضاء فروع المؤسسة من أجل التوافق والمصادقة على مجموعة من مشاريع وبرامج العمل المتضمنة لعدد من الندوات العلمية الدولية والمسابقات القرآنية والحديثية والثقافية والدورات التواصلية ومبادرات إحياء التراث الإسلامي الإفريقي.
وأشار إلى أن التطور الحاصل في منهج اشتغال المؤسسة واتساع رقعة البلدان الإفريقية المنضوية تحت لوائها ومراكمة التجارب وبرامج العمل “يستدعي منا جميعا مواصلة بذل جهود أكبر من أجل أن نكون عند حسن ظن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي وضع ثقته في عمل العلماء فبوأهم مقام السلف من علماء الأمة ربطا من جلالته للماضي بالحاضر”.
وأكد أن نجاح تنفيذ التظاهرات العلمية والثقافية المنظمة سواء على مستوى الأمانة العامة أو على مستوى الفروع، لا يتوقف فقط على حسن التنزيل، بل يستدعي استحضار أهمية استثمار الجهود المبذولة والثمرات المحققة من أجل متابعة نشرها ومواصلة تعميمها تحقيقا للفوائد المرجوة، خاصة على مستوى تثبيت وترسيخ الثوابت الدينية المشتركة وتصحيح المفاهيم وبيان الحقائق الدينية الصحيحة بما يكون له أكبر الأثر في نشر القيم والمبادئ والمثل العليا وتعزيز مقتضيات السلم الاجتماعي والأمن الروحي في المجتمعات الإفريقية.
وأكد السيد رفقي على أهمية الفروع المحلية للمؤسسة في تأطير الناس وتثقيفهم في أمور دينهم، مبرزا أن أن تجربة فرق العلماء داخل الفروع واستيعابهم لطبيعة الواقع الديني والثقافي والعلمي المحلي، وإدراكهم لأهمية إنجاح سير الأنشطة العلمية المقترح تنظيمها، كفيل بأن يسهم في تحسين وتجويد عمل الفرع الذي لا يمكن أن تتحقق له المكانة المنشودة إلا في ظل السير الجيد والتنظيم المحكم للأنشطة العلمية والتدخلات الميدانية المزمع تنفيذها.
ودعا الأمين العام، في هذا السياق، إلى توحيد التوجه العام لفروع المؤسسىة بمختلف العواصم الإفريقية من أجل تنسيق أعمالها وملاءمة أنشطتها العلمية والثقافية لكي تكون منسجمة مع التوجه العام لأنشطة المؤسسة، مع احتفاظ كل فرع بخصوصياته العلمية والتراثية ومراعاة الأولويات في التنزيل والتنفيذ.
وخلص إلى أن القدرة على تنفيذ جميع الأنشطة المبرمجة سنويا والنجاح في إدارة تنظيمها، “يتوقف على وجود قيادة قوية وفعالة داخل الفرع”، مبرزا أن “القيادة بهذا المعنى داخل الفرع تعبر عن القدرة على تحفيز الطاقات والكفاءات الموجودة داخل البلد وجعلها تتعاون مع الفرع من أجل تحقيق الأهداف المرسومة والغايات المنشودة”.