افتتحت، اليوم الخميس بفاس، فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي لشمال إفريقيا ودول الساحل، المنظمة بمبادرة من مؤسسة أمان للتنمية المستدامة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وولاية جهة فاس مكناس.
وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة، التي تحل فيها دولة مالي كضيف شرف بزيارة معرض الثقافة الأمازيغية الذي ضم أروقة عرض تم خلالها الوقوف على بعض المأكولات الأمازيغية والطقوس والعادات المرتبطة بها، إضافة إلى عرض بعض الأزياء والديكورات التقليدية الأمازيغية.
كما تضمن افتتاح المهرجان، المنظم بشراكة مع مجلس جهة فاس – مكناس تحت شعار “من أجل إفريقيا مزدهرة”، تكريم وزير الصناعة التقليدية والثقافة والصناعة الفندقية والسياحة المالي أندوغولي غيندو، والاحتفاء بشخصيات أخرى فاعلة في مجالي البحث الأكاديمي والإعلام، اعترافا بجهودها في النهوض بالثقافة الأمازيغية.
واستحضر المشاركون، بهذه المناسبة، حدثين هامين يتمثلان في تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في شهر ماي 2023 بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا مؤدى عنه، وكذا بالمبادرة الملكية السامية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وتشكل هذه التظاهرة مناسبة للاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974 واستحضار معاني ودلالات ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وفي كلمة لها بالمناسبة، أكدت رئيسة مؤسسة أمان للتنمية المستدامة، فاطمة أوعزة، أن إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة وطنية مؤدى عنه، يعد منعطفا تاريخيا في مسار تثمين الحضارة والهوية الأمازيغية باعتبارها أحد أهم مكونات الهوية المغربية المتعددة الروافد.
وتابعت أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية أو ما يعرف ب “ينَّاير”، يكتسي أهمية بالغة، حيث تطبع ليلة رأس السنة الأمازيغية طقوس احتفالية شعبية ذات دلالات رمزية، “تعكس ارتباط الأمازيغ بأرضهم واحتفائهم بهويتهم الممتدة عبر التاريخ، من خلال إعداد أطباق ووجبات خاصة، وتنظيم كرنفالات وتجمعات بين العائلات والجيران على إيقاع أهازيج الأغاني والأشعار الأمازيغية”.
من جهته، أفاد مدير المهرجان عمر الويدادي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن هذه التظاهرة تعد مناسبة للاحتفاء برأس السنة الأمازيغية الجديدة، وجعلها محطة أساسية لإحياء الموروث الثقافي الوطني، وتعزيز الدبلوماسية الموازية، وتبرز أيضا تشبث المغرب بجذوره الإفريقية.
ويتميز اليوم الأول من المهرجان بتنظيم سهرة فنية كبرى يشارك في إحيائها ثلة من ألمع نجوم الأغنية الأمازيغية والشعبية المغربية، وفرقة فلكلورية من جمهورية الكونغو، ومجموعة أحيدوس من الخميسات.
ويشتمل البرنامج العام للمهرجان، المنظم على مدى ثلاثة أيام، على ندوة دولية حول موضوع “الآفاق التنموية للمبادرة الدولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي”، يشارك في تأطيرها نخبة من الباحثين والإعلاميين من المغرب ودول افريقية.
كما يقام ضمن فقرات المهرجان لقاء وطني بعنوان “في ظل حالة الطوارئ المائية: أي دور للمؤسسات والفاعلين والمواطنين؟”، يشارك في تنشيطه فاعلون متخصصون في مجال الماء والبيئة.