الذكرى 49 للمسيرة الخضراء واستحضار رحلة التحرير

الصحافية /فاطمةالزهراء اروهالن

بسم الله الرحمان الرحيم
أقسم بالله العلي العظيم أن أبقى وفيا لروح المسيرة الخضراء مكافحا عن وحدة وطني من البوغاز إلى الصحراء
أقسم بالله العلي العظيم أن ألقن هذا القسم أسرتي وعترتي في سري وعلانيتي والله سبحانه هو الرقيب على طويتي وصدق نيتي .
في 6 من نونبر سنة 1975 , انطلقت جماهير المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع المغربي , ومن سائر ربوع الوطن بنظام وانتظام في اتجاه واحد , صوب الاقاليم الصحراوية المغربية لتحريرها من براثن الاحتلال الاسباني, بقوة الايمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه , أظهر للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في إسترجاع حقهم المسلوب وعزمهم وإصرارهم على إنهاء الوجود الاستعماري, بتماسكهم وإلتحامهم قمة وقاعدة .
هكذا وأمام الحشود الغفيرة المسلحة بالمصحف الكريم والعلم الوطني , لم تمتلك سلطات الاحتلال الاسباني الا الرضوخ لإرادة الملك والشعب في استكمال وحدة الوطن, وإعلان انتهاء الاحتلال بالاقاليم الجنوبية, لتصبح بذلك حذثا تاريخيا شد انظار العالم وخلف أصداء كبيرة وعكس عزم  وإرادة  وإيمان المغاربة وتعبئتهم التامة والشاملة , من أجل استرجاع الاراضي المستلبة .


وماكان لملحمة الفتح الغراء التي جسدت عبقرية جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله تراه , الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري سلمي  فريد , يصدر عن قوة الايمان بالحق وبعدالة القضية الوطنية, استرجاع الاقاليم الجنوبية, إلا ان تكلل بنصر المغاربة الذين رفعوا راية الوطن خفاقة في سماء العيون وذلك بتاريخ 28 فبراير 1976, إيذانا بانتهاء فترة الاحتلال والوجود الاجنبي بربوع الصحراء المغربية, ليليها استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت1979 .
والاكيد  أن هاته الذكرى  المظفرة  مسيرة السلم والسلام التي تدعو وتستحث القوى الحية وسائر الاطياف السياسية والنقابية والحقوقية والشبابية والنسائية الى تقوية الجبهة الداخلية الوطنية, وتعزيز  التوجهات والاختيارات التنموية التي تستجيب لانتظارات وتطلعات سائر فئات وشرائح المجتمع المغربي, الى تحقيق اسباب رغد العيش والتقدم الاقتصادي والرفاه الاجتماعي, في وطن ينعم فيه أبناؤه بالعزة والكرامة والرخاء والاستقرار .
فصانع هاته الملحمة المظفرة المسيرة الخضراء, جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني قدس الله روحه, الذي أظهر للعالم أجمع بالحجة والبرهان مدى التلاحم الذي جسدته عبقريته رحمه الله , وشهامة شعب أبي صامد وتصميم كافة المغاربة من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال على استكمال استقلالهم الوطني, وتحقيق وحدتهم الترابية, وإيمانهم بقضيتهم وتجندهم وتعبئتهم للدفاع عن مقدساتهم الدينية , وثوابتهم الوطنية وعن حوزة التراب الوطني المقدس .
وها هو اليوم مغربنا الموحد بقيادة  باعث النهضة المغربية صاحب الجلالة والمهابة الملك المعظم محمد السادس نصره الله وأيده , يقف  صامدا في الدفاع عن حقوقه المشروعة, مبرزا بإجماعه التام استماتته في صيانة وحدته الثابتة , ومؤكدا للعالم أجمع من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة , إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه, ومبادرته الجادة لإنهاء كل أسباب النزاع المفتعل, وسعيه الى تقوية أواصر الاخاء بالمنطقة المغاربية, خدمة لشعوبها وتعزيزا لإتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود.
فالذكرى 49 للمسيرة الخضراء  ملحمة تاريخية وتاريخ لن يهزم, وسيبقى مدى الحياة راسخا في العقول, أجيال وراء أجيال… حفظ الله مولانا الامام جلالة الملك محمد السادس نصره الله وحفظه في ولي عهده الامير الجليل مولاي الحسن وباقي الاسرة العلوية الشريف إنه سميع مجيب  .
خادمة الاعتاب الشريفة  /فاطمةالزهراء اروهالن
الله يبارك في عمر سيدي .

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة