العرائش تحت وطأة التهميش والاقصاء..وعامل الإقليم .. الموظف الشبح !

العرائش” أو جوهرة المحيط كما يطلق عليها.. تغريك المدينة من النظرة الأولى، تلك البنيات الشاهدة على الماضي والحاضر، تدفعك للغوص في حبها حتى النخاع، النمط المعماري الأندلسي يشد بيديك ويجر قلبك إليها جرا، مدينة تجمع الماضي والحاضر وتقدم إليك إشراقة فنية للمستقبل.. ولكن هل بالفعل هذه هي حقيقة المدينة؟ أم أن كونها مهد الأدباء جعلها ترتدي ثوب العروس في مراسيم جنازة؟

سؤال دفع الجريدة لشد الرحال إلى المدينة في محاولة لمعرفة الجواب عن السؤال الفاصل بين واقع معايش وخيال مبتدع.
كانت المحطة الأولى شارع الحسن الثاني الواقع بذات المدينة وكشف وحده للجريدة آلام جوهرة المحيط وأسمعها صراخها الفظيع، وعرى عنها ثوب الزيف ذاك، إذ كان أول من يستقبل الموقع في المدينة المكلومة، رائحة كريهة يضج بها الشارع طولا وعرضا، غربا وشرقا.

وكشف تصريح من أحد سكان الحي أن مصدر الرائحة هو اختيار بائعي الأسماك أرصفة الشارع لتسويق سلعهم، وهو الأمر الذي يخلف حالة من الزحمة والفوضى في الشارع مضيفا أن هناك سوق سمك قريب غير أنهم لا يستخدمونه ويفضلون هذا المكان، غير مبالين بأضراره الجسيمة على الساكنة، كما فصح المتحدث عن فوضى الباعة المتجولين الذين يكتسحون بدورهم كل شبر متاح في الشارع.

وإجابة عن سؤال طرحته الجريدة على المتحدث ذاته فيما يتعلق بدور السلطات في تنظيف المدينة من هذه الهمجية والعبثية قال: تقبع عناصر القوات المساعدة في نهاية الشارع طوال النهار دون أي تدخل منهم، وكأن الأمور على خير ما يرام، وأردف أن هناك علاقات مشبوهة بين الباعة المتجولين والسلطات المحلية وأن الأمر يطرح أكثر من علامة استفهام.

وهنا يظهر للعيان أن تدخلات عامل إقليم العرائش لإنقاذ المدينة غائبة تماما بل ومنعدمة، وأنها لا تخرج عن كونها حبر على ورق لأن المدينة حسب شهادة سكانها لم تشهد أي تدخل إيجابي منه، وأنه حصر مهامه في استنزاف المدينة من خيراتها لصالحه وللمحيطين به.. مرتزقة يسترزقون بالوطنية.

وفي نفس السياق عبر متحدث آخر للجريدة أن الساكنة تعاني، وأرهق كاهلها كثرة الوعود الزائفة من المسؤولين، لأن الوضع لا يتغير وليس في طريق التغيير، ميزانية ضخمة تدخل كل سنة لضخ دماء جديدة في المدينة، ولا يرى لها أي أثر في أرض الواقع، وصرخ بعبارة بدت أنها تحرقه من الداخل “الفساد كيجري لهم في الدم”.

وختم المتحدث كلامه وهو يطلب بحرقة مواطن غيور على مدينته من العاهل المغربي الملك محمد السادس أن ينظر إلى هذه المدينة وأن تشملها رعايته السامية بالمملكة قاطبة لأنها بالفعل جوهرة تفتقر فقط إلى لمسة حنونة تزيل الغبار عنها.


الجريدة

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة