العملة الرقميةوالدرهم الالكتروني

بروكسل / بقلم: ذ. يوسف دانون

تعرف المملكة المغربية ثورة في المال والاعمال، وكذلك تطورا تكنولوجيا هائلا،  حيث برز مفهوم العملة الرقمية كظاهرة جديدة هزت أركان  النظام المالي التقليدي، وأصبحت تعرف هاته العملات الرقمية بإسم العملات المشفرة، وهي عبارة عن أصول رقمية يتم إنشاؤها وتداولها باستخدام تقنية التشفير قوية لضمان أمان  المعاملات وحماية البيانات من الاختراق وضمان شفافية جميع المعاملات المسجلة، والمغرب لازال في مراحله  الأولى من التطوير لامتلاكه إمكانيات هائلة لتغيير طريقة تعامله مع المال، ومن المتوقع أن يلعب دورا كبيرا في المستقبل.
ففي ظل التطورات التي يشهدها العالم لسوق المال والاعمال، تظل تجربة المملكة المغربية في اعتماد العملة الرقمية ، وحسب تقرير  لصندوق النقد الدولي لشهر يوليوز 2022 ثم من خلاله تصنيف بلدنا من بين الدول التي هي في طور البحث عن جدوى إصدار  الدرهم الالكتروني. مع اتباع نهج حذر يتميز بدراسة شاملة وتقييم دقيق للمخاطر والفوائد،  حيث يأتي هذا الموضع بعد اعتبار بنك المغرب استخدام العملات المشفرة نشاطا غير مقنن وله مخاطر مرتبطة بغياب  أية تدابير  عملية لحماية المستهلك ، مع غياب حماية قانونية في حالة وجود خسائر أو  اختلاس يخص منصات التبادل .
فمشروع الدرهم الإلكتروني  الذي يعتزم المغرب تبنيه خلال الفترة القادمة على غرار بنوك مركزيةاخرى ،خصوصا أوروبا  ، إذ  أنجز تجارب عملية PROOF OF CONCEPT في سياق تقييم التطبيق العملي للعملة الجديدة على أرض  الواقع، مؤكدا أن هاته الخطوة تعتبر مرحلة ثانية ضمن المشروع بعد إتمام عملية اختبارمساطر الأداء بالعملة الإلكترونية وتقييم المسار التشغيلية لهذا النظام .
ففي نقاش حول التكنولوجيا المالية على هامش مشاركة بنك المغرب في معرض جيتكس أفريقيا بمدينة مراكش ، أن  البنك المركزي انخرط منذ 2021 في دراسة عملية إطلاق  عملة إلكترونية  خاصة بالبنكCBDC وكيفية تدبيرها في حال تبنيها بشكل رسمي وادراجها ضمن قنوات التداول المالي بالجملة والتقسيط .
فمشروع الدرهم الالكتروني  سيقلص من الوقت المستغرق في تسوية المعاملات ويعزز الكفاءة العامة للنظام المالي، وسيشجع  على الابتكار  في الخدمات المالية ، وبالتالي توفير حلول جديدة للاداء والاقراض،  وتدبير الموجودات  المالية الداخلية والخارجية ، موضحة أن الدرهم الالكتروني سيتيح لبنك المغرب إستخدام  أداة  اضافية  لتنفيذ السياسة النقدية بشكل اكثر فعالية ودقة ،كذلك إضافة الشفافية في المعاملات  المالية .
ولنا عودة في الموضوع .

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة