ببنجرير، تم تتويج أربعة مشاريع مبتكرة في مجالات الفلاحة الرقمية والذكية مناخيا وذلك في إطار النسخة الثانية من المباراة الوطنية ” AGRIYOUNG INNOVATE” التي أطلقتها وكالة التنمية الفلاحية في يناير 2024.
ومُنحت الجائزة الأولى لمحمد باغوس وجمال باغوس عن مشروع “TAYSSIR SYSTEMS” وهو مبادرة تهدف إلى تطوير روبوت فلاحي لتعزيز صحة ومردودية نخيل التمر باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ويقوم هذا الروبوت وخلال وقت معقول بتحديد أشجار النخيل التي لم يتم سقيها جيدا، وكذا الأمراض مثل مرض البيوض، ويتيح أيضا للفلاحين التدخل بسرعة من خلال إخطارات فورية مما يعزز التدبير الاستباقي للمساحات المزروعة.
وعادت الجائزة الثانية لعبد الرحيم سدقاوي ومحمد فضيلي عن مشروعهما “BEESMART ” الذي يقدم حلا مصمما لفائدة مربي النحل يسمح لهم بمراقبة خلايا النحل بشكل دائم ومستمر.
وبفضل نموذج يتلاءم مع جميع أنواع خلايا النحل، يقوم “BEESMART” بتجميع معلومات قيمة حول ظروف الخلية. وتستخدم هذه المعلومات لتقييم وضعية مستعمرة النحل والتنبؤ بسلوكها وبالتالي تمكين مربي النحل من توقع والتدبير الجيد لخلايا النحل.
أما الجائزة الثالثة فمُنحت لمنى علمي وأيوب علمي عن مشروع “FERTIDEV” ويهم مركبات كهروميكانيكية ذكية مصممة لقطاعات مختلفة (المقاصف والفنادق والصناعات والفلاحة) لتحويل نفاياتهم العضوية بشكل فعال إلى سماد طبيعي. ومن خلال التقليص من النفايات أثناء تجديد التربة، تساهم هذه الشركة الناشئة في تدبير مستدام وإزالة الكربون من مؤسسات عمومية وخاصة.
وحصل مراد الكوجلي وهاجر الشلاوي على إعجاب لجنة التحكيم عن مشروعهما ” SIMPOWER ” والذي يتعلق بتصميم وإنتاج جرار كهربائي صغير يقدم بديلا صديقا للبيئة ومناسبا لمختلف المهام الفلاحية.
وسيستفيد الفائزون الثلاثة من مواكبة خاصة من أجل تنفيذ مشاريعهم وكذا للحصول على أول طلب زبون أو تمويل. كما سيحظى المشاركون الآخرون بالادماج الميداني والتوجيه لإنشاء وتطوير مقاولاتهم الناشئة.
وفي تصريح للصحافة، أبرز المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، المهدي العريفي، أن هذه الدورة الثانية استقطبت 380 من حاملي المشاريع، من مختلف مناطق المغرب والخارج، مشيرا إلى أنه تم اختيار 26 مشروعا مقدما من قبل43 من رواد الأعمال الشباب المستقبليين، ليستفيدوا من برنامج دعم مكثف وغني لمدة خمسة أشهر.
وأضاف أن المشاركين استفادوا من خمس دورات تدريبية مخصصة للتوجيه وعرض المشاريع، فضلا عن الولوج إلى البنية التحتية المتطورة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، لافتا إلى أن هذه الأخيرة عبأت بنياتها التحتية البحثية لفائدة الشباب، بما في ذلك الضيعة التجريبية، ومدرسة الهندسة المعمارية والتصميم، ومركز الطاقة الخضراء “غرين إنرجي بارك”، وذلك لمساعدة المشاركين على تطوير نماذجهم الأولية وتعزيز مهاراتهم في مجال ريادة الأعمال والإدارة.
وأكد على أن هذه المسابقة تندرج في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي تولي أهمية كبيرة لخلق مناصب الشغل وتشجيع المشاريع المبتكرة التي من شأنها أن تساهم في تحديث وتطوير الفلاحة المغربية.
وفي تصريح مماثل، أكد الفائز بالجائزة الأولى محمد باغوس، أن هذه المسابقة شكلت تجربة غنية بالنسبة له، من خلال الاستفادة من تكوينات ذات جودة والولوج إلى البنيات التحتية المتقدمة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مبرزا أن هذه الجائزة ستكون حافزا له لتحقيق مشاريعه المستقبلية.
من جهتها، أعربت منى علمي، (الفائزة بالجائزة الثالثة) عن سعادتها بكونها واحدة من الفائزين الثلاثة بهذه الجائزة، معتبرة أن هذه الجائزة ستمنحها المزيد من الطموحات للمضي قدما لتحقيق فكرتها والانتقال إلى مرحلة التسويق.
من جانبها، أشارت الخبيرة في مجال التنمية المستدامة، مريم هوزير، عضو لجنة تحكيم هذه المسابقة، إلى أن جميع المشاريع مبتكرة ومن شأنها المساهمة بطريقة عملية للغاية في التحول نحو فلاحة مستدامة ومرنة في المغرب، وتقديم آليات وحلول لفائدة الفلاحين والمنظومة الفلاحية برمتها.
وتندرج هذه المباراة، التي تم تنظيمها بشراكة مع صندوق الشراكة بين كوريا والبنك الدولي وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بن جرير، في إطار تفعيل البرنامج الطموح لريادة الأعمال الشبابية، الذي يعد أحد المحاور الرئيسية لاستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي تسهر على تنفيذها وزارة الفلاحة والصيد البحري، والتنمية القروية، والمياه، والغابات.
وتهدف هذه المباراة الوطنية إلى تعزيز بيئة ريادة الأعمال في المناطق القروية من خلال دعم، وتشجيع، ومواكبة الشباب حاملي المشاريع المبتكرة في مجالات الفلاحة الرقمية والفلاحة الذكية مناخيا، وكذلك المساهمة في تحديث القطاع الفلاحي المغربي وتعزيز مقاومته لمواجهة التحديات المستقبلية.