في لشبونة عقد اجتماع رفيع المستوى بين البلدين، وذلك بعد ست سنوات على عقد آخر دورة لهذه الآلية الحكومية التي تعكس رغبة البلدين في مواصلة الارتقاء بتعاونهما ليشمل جميع المستويات خاصة في الميدان الاقتصادي والتعاون القطاعي وتكثيف المبادلات واستكشاف مجالات جديدة للتعاون من أجل شراكة استراتيجية متعددة الأوجه.
ولتحقيق هذا الهدف، يشارك المغرب بوفد يقوده رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بجانب وزراء يمثلون قطاعات استراتيجية. وعلى قائمة المشاريع التي سينكب عليها الاجتماع، مشروع الربط الكهربائي بين المغرب والبرتغال، بسعة حوالي 1000 ميغاواط الذي انتهت دراسة الجدوى الخاصة به، وهو مشروع يتوقع أن يكون له تأثير ليس فقط على البلدين ولكن أيضاً على القارة الإفريقية والأوروبية.
وأثنى رئيس الحكومة البرتغالي، أنطونيو كوستا، على تميز العلاقات بين البرتغال والمغرب، الشريك الموثوق والمستقر. وقال في تصريح لوكالة الأنباء المغربية إن «العلاقات بين البرتغال والمغرب ممتازة ومتجذرة وقائمة على روابط تاريخية وثقافية واقتصادية وتجارية متينة»، مؤكداً أن المغرب، الشريك الموثوق والمستقر، يعد «جزءاً من جوارنا المباشر، إذ الرباط هي أيضاً أقرب عاصمة للشبونة».
وتابع قائلاً: «لقد نوهنا مراراً بالإصلاحات والجهود الطموحة التي يبذلها المغرب بهدف تحديث اقتصاده والنهوض بمجتمع معاصر يجعل هذا البلد اليوم شريكاً مستقراً وموثوقاً به على الصعيدين الثنائي والإقليمي والدولي»، مشيراً إلى أن «المغرب، مثل البرتغال، يضطلع بدور مهم لصالح استقرار جواره المباشر، وأيضاً على مستوى التحديات العالمية الكبرى، مثل الانتقال إلى الطاقات الخضراء، التي تعتبر أساسية لمواجهة تحدي تغير المناخ».
وأفاد أن البلدين سيحتفلان العام المقبل بمرور 30 عاماً على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، وأيضاً بمرور 250 عاماً على معاهدة السلام التاريخية لعام 1774.
وسجل أن البلدين تربطهما مجموعة من الاتفاقيات الثنائية واسعة النطاق، في مجالات متنوعة للغاية تشمل قطاعات الثقافة والاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والبنية التحتية والصيد البحري. وبالتالي، يضيف رئيس الحكومة البرتغالي، فهي «علاقة بماض غني، لكنها قبل كل شيء تعد بمستقبل واعد للغاية، تقوم على الصداقة بين حكومتينا وشعبينا وعلى وجود مشاريع مشتركة لمستقبل بلدينا».