الصحافي يوسف دانون
الام العازبة تعني بكل بساطة انجاب امرأة لوليد خارج اطار مؤسسة الزواج, سواء كان الانجاب نتيجة ممارسة جنسية بالتراضي وهذا طبعا حرام في الدين والشريعة بدون اعذار مسبقة لان هذا كلام الله , او بالاغتصاب والاستغلال الجنسي تحت تهديد او بدونه ,او حتى تلقيح اصطناعي ترغب من ورائه المرأة الحصول على ولد من صلبها بعد ما تعذر عليها الزواج .
لكن عند قراءة وتحليل مكونات هذه التسمية يتضح ان كلمات هذا التركيب تحملان دلالة مختلفة , حيث تعتبر محايدة ولا تتضمن احكاما مسبقة بمعنى الام والوحيدة , تبدو التسمية العربية مشحونة بالدلالات والمواقف والاحكام .
لا يتجادلان اثنان حول قدسية الامومة ومكانتها في الثقافة العربية والانسانية, وفي الخطاب الديني الاسلامي , وفي جواب الرسول (ص) من اولى بالصحبة وقوله (ص) امك ثم امك ثم امك فأبوك خير تعبير عن معنى الامومة التي جعل الاسلام الجنة تحت اقدامها, لانها رمز العطاء والتضحية والفداء ,ففي رحمها تتكون الحياة , ومن دمها تتغدى الاجنة ومن حليبها يعيش الرضع …. فهل يمكن اصباغ هذه الصفات على الام العازبة , ام ان امومتها غير مكتملة للاسف الشديد .
فقد اوصى الرسول الاكرم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله وصحبه, بالزواج بالبكر , كما ان الله سبحانه وتعالى وعد عباده الصالحين في الجنة بنساء عازبات , في قوله تعالى ( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون انا أنشأناهن انشاء فجعلناهن ابكارا عربا اثرابا ), ومن هنا مصطلح الامهات العازبات لها دلالات لغوية خادعة ومخالفة مطلقا للدلالة الاصطلاحية , حيث انها تصادم صارخ مع المعتقد والموروث .
وبالرجوع الى ارض الواقع يلاحظ مدى الفرق الشاسع بين دلالات المفهوم والمصطلخ وبين الواقع ببلجيكا , حيث حطمن ارقام قياسية لهاته الظاهرة المرفوضة دينيا للاسف الشديد .