تعرضت العشرات من الأكباش المعدة للتسمين بـ “أولاد الحيمر”، في الجماعة القروية “المباركيين” ضواحي مدينة برشيد، إلى النفوق بشكل مفاجئ.
وأكدت مصادر بمدينة برشيد أن ضيعة فلاحية فقد صاحبها ما يزيد عن 70 خروفا من الرؤوس المعدة للبيع بمناسبة عيد الأضحى، إلى جانب بقرتين.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن نفوق هذه المواشي خلف خسائر مادية كبيرة للفلاح، قدرت بحوالي 60 مليون سنتيم.
وسجلت مصادرنا أن نفوق هذه المواشي استنفر السلطات المحلية في إقليم برشيد، إلى جانب مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وقد عملت السلطات منذ يوم أمس الاثنين، بحضور الدرك الملكي، على طمر المواشي النافقة، وذلك لتفادي مزيد من الخسائر من خلال انتقال عدوى مفترضة إلى باقي القطيع.
وأشارت المصادر إلى أن تحقيقا جرى فتحه في الموضوع لمعرفة أسباب هذه الواقعة، وينتظر أن يصدر تقرير عن “أونسا” يوم غد الأربعاء في هذا الشأن.
وذكر الفلاح صاحب الضيعة التي شهدت نفوق هذه الأكباش أن السبب قد يرجع إلى نوعية العلف، خصوصا أنه قام باستبدال العلف الذي كان يطعمه لمواشيه بنوع آخر.
وحسب مصدر من مكتب “أونسا”، فإن الفحوصات الميدانية التي قامت بها المصلحة البيطرية الإقليمية ببرشيد بينت أن الحيوانات النافقة حالات معزولة وغير مصابة بأي مرض معدي.
وكشفت التحاليل المخبرية أن هذه الأغنام الموجهة للتسمين تعرضت لتسمم معوي نتيجة تكاثر مرتفع لبكتيريا “كلوستريديوم” التي تعيش عادة في الأمعاء بنسب ضئيلة، مما أدى إلى حدوث نفوق مفاجئ وتدريجي لهذه الحيوانات في بضعة أيام.
وخلصت نتائج البحث الذي قامت به المصلحة البيطرية الإقليمية ببرشيد إلى أن حدوث هذه التسممات المعوية مرتبط بتغيير مفاجئ في النظام العلفي لهذه الماشية، الذي يعتبر العامل الرئيسي الذي أدى إلى ظهور هذه الحالات عند صاحب الضيعة، وذلك عبر تغيير الأعلاف المحتوية على البروتينات والحبوب، مما تسبب في اضطراب في توازن الجراثيم المعوية، وبالتالي تكاثر سريع للبكتيريا.
وكشف مصدر لجريدة للمستقل الالكترونية أن الأغنام الأخرى المتواجدة بالضيعة ذاتها، غير الموجهة للتسمين، التي لم يتم تغيير نظامها العلفي، سليمة وفي حالة صحية عادية.