جمع شمل الجالية المغربية بكندا : هل استفادت دار المغرب من أخطاء الماضي؟

 

بقلم جواد الكعابي

في وقت تعالت فيه أصوات مغاربة كندا وتعالى استنكارهم لما آلت إليه الأوضاع، وخاصة استغلال الجالية والتعامل معها كمجرد زبون من طرف عدة أشخاص وكذا مؤسسات، دشن المركز الثقافي المغربي دار المغرب بمونتريال بكندا تحت إشراف Gouchicom Events وبالمجان، النسخة الأولى من اللقاء الثقافي “نسائم الأندلس”، بافتتاح الحفل الإستثنائي “نسائم التراث” وذلك باستضافة الفنان مروان حجي والفنانة سناء مرحتي. 

ففي سابقة من نوعها، استقبلت هدى الزموري مديرة دار المغرب والسيدة ليلى الكوشي مديرة Gouchicom Events حوالي سبعمائة من أفراد المواطنين المغاربة القاطنين بكندا بمسرح مدينة لاڤال، بقاعة تليق بمستوى هذه الجالية العزيزة على الملك محمد السادس نصره الله كما جاء في خطابه الأخير لثورة الملك والشعب. خطوة دار المغرب هذه جاءت لتجيب عن التساؤل الملكي، عن ماذا وفرت الإدارات المغربية لأفراد الجالية يجعلهم يرتبطون بالوطن؟

ففي جو يسوده تنظيم لم يترك للمنتقذ فرصة التساؤل، تم استقبال أفراد الجالية ليس كمجرد زبائن هذه المرة، وإنما بكل فخر كمواطنين مدعوين وبالمجان للإستمتاع بموسيقى تجعلهم يسافرون عبر تراث بلدهم الأم، هو شرف يليق بمستوى دار المغرب وهو المشروع التجريبي الأول من نوعه كما يراه بعض المحللين، والذي لامحالة سيتم تطويره في المستقبل لاستقبال أعداد متزايدة من أفراد الجالية من أجل الإستفادة من طقوس بلدها رغما عن المحيط الأطلسي.

حفل جمع كل أطياف المغاربة، المسلمين منهم واليهود، رجال أعمال وفنانة (…)، كما شهد هذا الجمع المغربي أيضا حضور السيد محمد خلاد مدير المركز الإسلامي بمونتريال، وهو شخص يعمل في الخفاء والعلانية لتشجيع مختلف الأنشطة ذات العلاقة بالجالية والبلد الأم، حيث نظم عدة أنشطة مشتركة مع دار المغرب، كما لوحظ تواجده أيضا في الماضي وهو يدعم الجالية بالقهوى والحلويات لتدفئتها وهي تحتج على الممثل الأول للأمم المتحدة آنذاك بخصوص الصحراء المغربية، تحت برد يناير ودرجات الحرارة من تحت الصفر، خلاد الوطني المعروف بأخلاقه الطيبة وجمعه شمل الجالية، كما سُجل حضور السيد القنصل العام للمملكة في جو يعبر عن تماسك المغاربة، أفرادا ومؤسسات وهذا ما انتظرته الجالية طويلا، يعني، العودة إلى الطبع وليس التطبع الذي تَطَبَّع ليتعامل معها كزبون وليس كفئة عزيزة على عاهل البلاد.

 

إذن يمكننا أن نقول بأن هدى الزموري وليلى الكوشي قد نجحوا في رسم خارطة الطريق، أو إذا صح التعبير، هو درس لكل من يستغل الجالية أو لمن يتعامل مع هذه الجالية الكريمة كمجرد زبون، بأن الجالية تستحق الأفضل، أن الجالية المغربية تستحق كل خير وكل مايجمع شملها ويوفر لها كل العوامل التي تزيد من ارتباطها ببلدها الحبيب. 

وفي الأخير، نتمنى أن تنتقل عدوى تجربة هدى الزموري و ليلى الكوشي لباقي الجهات التي لازالت تتعامل مع الجالية كزبون، إلى كل أطياف الدبلوماسية ولما لا تكن كتجربة يجب تعميمها بباقي بلدان العالم.

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة