حرب روسيا – أوكرانيا.. سيناريوهات محتملة لهزيمة روسيا

لم يكن الكرملين عند بداية غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي يأمل في أقل من السيطرة على العاصمة كييف خلال أيام، لكن بعد أكثر من سنة يبدو أنه لا تلوح في الأفق نهاية للحرب مع استمرار موسكو في مساعيها للسيطرة على منطقة دونباس الشرقية بالكامل.

في هذا السياق، لفت تقرير لمجلة “نيوزويك” (Newsweek) الأميركية إلى تلميح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الاثنين إلى أن فرص انتصار روسيا في أوكرانيا تتضاءل، قائلا إن أهداف الزعيم الروسي لا يمكن تحقيقها الآن إلا بالوسائل العسكرية، وليس عبر محادثات السلام.

وأوردت المحررة بالمجلة إيزابيل فان بورغن في هذا الإطار ما قاله الدبلوماسي الروسي السابق بوريس بونداريف، الذي استقال علنا بسبب غزو أوكرانيا العام الماضي، إذ ذكر أن بوتين لو فشل في الانتصار في هذه الحرب حسب شروطه المفضلة، فإنه ربما يضطر في النهاية إلى التنحي.

وقال بونداريف، الذي كان خبيرا في الحد من التسلح في البعثة الدبلوماسية الروسية في جنيف في مايو/أيار 2022، “يمكن استبدال بوتين.. فالرجل ليس بطلا خارقا، وليست لديه قوى خارقة.. بل هو مجرد دكتاتور عادي”.

وأضاف “وإذا نظرنا إلى التاريخ فسنرى أن مثل هؤلاء الطغاة قد استبدلوا من وقت لآخر. لذلك فهم يلجؤون عادة إذا خسروا الحرب ولم يتمكنوا من تلبية احتياجات مؤيديهم، إلى الرحيل”.
3 سيناريوهات

3 سيناريوهات محتملة لهزيمة روسيا ذكرها فلاد ميخنينكو الخبير في التحول ما بعد

 الشيوعية لأوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق بجامعة أكسفورد.

الأول، تقهقر فوضوي بسبب “هجوم أوكراني مدمر على جبهة أو عدة جبهات”، سيشمل “حالة من الذعر الشديد بين 600 ألف مستوطن روسي بعد عام 2014 في شبه جزيرة القرم، والمتعاونين الروس في دونباس الذين سيحاولون الهروب”، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى “انهيار سريع في الخطوط الأمامية”.

أما السيناريو الثاني فهو أن تلجأ روسيا لانسحاب من القتال شبيه بما حصل في الحرب العالمية الأولى، أي “على غرار انهيار الجيش الروسي في 1916-1917”.

بخصوص السيناريو الثالث، تقول المحررة إن الحرب في أوكرانيا ربما تستمر لمدة سنتين أخريين، مع تزايد السخط في روسيا، وتقهقر روسي بطيء في بعض الأماكن، وإبقاء القوات على خط المواجهة في مناطق أخرى.

وعلق ميخنينكو على السيناريو الثالث بقوله إنه على عكس السيناريوهين الأولين، يظل السيناريو الذي يتمتع فيه بوتين بفرصة أكبر للمناورة وبالتالي الحفاظ على وجوده.

وختمت نيوزويك بما قاله بونداريف من أنه لا ينبغي إعطاء بوتين أي فرصة لتسويق ما حدث بأوكرانيا على أنه “انتصار” بل يجب “إذلاله”، على حد تعبيره.

نيوزويك قالت إنها تواصلت مع وزارة الخارجية الروسية للتعليق على هذا الموضوع، لكنها لم تتلق ردا.

الجزيرة

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة