بروكسل / يوسف دانون
سهل ان تقول على نفسك برجل ,الرجولة وصف اتفق العقلاء على مدحه والثناء عليه , ويكفيك ان كنت مادحا ان تصف انسانا بالرجولة , او تنفيها عنه لتبلغ الغاية في الدم , ومع اننا نرى العجب في اخلاق بعض الناس وطباعهم , ونرى كذلك ما لا يخطر لنا على البال , لكننا لا نرى ابدا من يرضى لنفسه ان ينفي عنه الرجولة رغم اتفاق الجميع على مكانة الرجولة , الا ان المسافة بين الواقع وبين الرجولة ليست مسافة قريبة بين واقع شاسع و واقع الناس .
ففي عصر الحضارة , عصر الفضاء وحرب النجوم , عصر التقنية والاتصال , ارتقى اغلبية الناس في عالم المادة , لكونهم انحطوا في عالم الاخلاق والقيم , صعدوا الى الفضاء واقدامهم في الوحل و الحضيض ,تطلعوا الى ملذات الحياة وهمهم الوحيد حول الشهوات( ان هم كالانعام بل هم اضل سبيلا ).
عناوين فارغة واجسام البغال والحمير لا تحمل من الرجولة شيئ سوى العفن والفساد , حيث انهم ورثوا مساوئ الاخلاق وساروا ورائهم في لهاث وسعار , فلا للعهد والتقوى ادركوا , ولا لاخلاقهم ورجولتهم ابقوا , حيث اندثرت الاخلاق والشيم مع عالم المادة واصبحنا بحاجة الى تذكير الرجال بسمات الرجولة , وان نطالب الشباب ان يكونوا رجالا , لا مجرد ذكور فكم بين وصف الذكورة والرجولة من فوارق .
بسم الله الرحمان الرحيم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم .
كونوا رجالا نحترمكم, الى من يهمهم الامر من ناقصي الرجولة .