بقلم: ذ. جواد الكعابي/ كندا
بادئ ذي بدء، وكما يعلم الجميع لم يسبق لي إلى حين كتابة هذه الأسطر وأن انتميت لأية جمعية من جمعيات مغاربة العالم، ولم يحصل لي الشرف وأن حصلت على أي دعم مادي أو امتياز أو استدعاء لحضور أي نشاط بالمغرب، لهذأ، واعتمادا على مبدأ ومنطق الحياد، أستغل هذه الفرصة للخوض في موضوع التضامن أو تقديم الدعم إن صح التعبير في الوقت الحالي للسيد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج
لماذا هذا الدعم؟ بكل بساطة كم من مجلس أو وزارة أو مؤسسة لها أو كانت لها علاقة بمغاربة العالم؟ هل نوروا الرأي العام عن تفاصيل أين تصرف ميزانياتهم، وعن لائحة مفصلة لمن يتلقون الدعم من جمعيات أو مؤسسات أو أفراد؟ وكيف؟ ولماذا؟ وما هي إنجازاتهم؟ (…). هي أسئلة مشروعة إن صح التعبير، وخاصة أن القانون 13-31 يحث على حق كل مواطن طلب الولوج إلى المعلومة، وهذا ما يسمى كذلك بالمشاركة المواطنة. إذن هل وضعنا فقط السيد عبد الله بوصوف من تحت المجهر؟ إذا كان الجواب، نعم، هل هو المسؤول الوحيد الأحد الذي قرر من أجله المشرع المغربي وضع هذا القانون، ليُثبًَت من تحت مجهر مغاربة العالم والداخل والرأي العام بصفة عامة؟ كم من موظف، وكم من عضو يشتغل في المؤسسات والتي لها علاقة مع مغاربة العالم؟ ألم يعدون بالمئات إن لم نقل بالآلاف؟ أفهل فقط الأستاذ بوصوف هو المسؤول الوحيد من بين كل جيوش تكنات الخارجية أو كل المؤسسات المرتبطة بملف مغاربة العالم هو من وجب عرضه على جهاز المسح للمحاسبة ؟ أفهل هي ربط المسؤولية بالمحاسبة أم هي فقط تصفيات حسابات شخصية ضيقة؟
نعم، وربما معظمنا انتقد مجلس الجالية، وعن دعمه لبعض الأشخاص أو الجمعيات (…), لكن انتقدنا أيضا السفارات والقنصليات ودورالمغرب ووزارة الجالية, ومؤسسة الحسن الثاني (…), هل سمعتم يوما بعرضهم هم الآخرون تحت جهاز المسح للمحاسبة؟ أفهل تتواجد لوبيات قوية تحمي مصالحها من داخل هذه المؤسسات، داخل وخارج الوطن؟ أفهل هناك لوبيات والتي تساعد على حجب الرؤية عن تفاصيل إسراف الميزانيات؟
أفهل الرأي العام دخل في نقاش وتساؤل عن هل هي تصفيات حسابات مع السيد عبد الله بوصوف، وبدأ يرفض الرفض المطلق عزله والتضحية به ككبش فداء؟ هل ما يتعرض له السيد بوصوف يمس بسمعة المغرب في علاقته مع مغاربة العالم أكثر من أي شيئ آخر؟ أفهل سيرى مغاربة العالم والرأي العام بصفة عامة، مثل هذه التصرفات كتبخيسا لذكائهم؟ نعم نحن مع القانون، نعم نحترم القضاء ونثق به، ونحترم بلادنا كل الإحترام، لكن نقول، لماذا وضع فقط السيد بوصوف من تحت المجهر ومن تحت جهاز المسح للمحاسبة؟ نعم إن كانت المحاسبة شاملة، ومحاسبة كل مسؤول على كل مؤسسة لها علاقة بملف مغاربة العالم، لكن إن عزلنا فقط السيد بوصوف ووضعناه لوحده من تحت المجهر، أفهل سيضرب كل هذا في مصداقية ربط المسؤولية بالمحاسبة، وستكون له سلبيات كثيرة على سمعة بلادنا الحبيبة؟
أتمنا مِن مَن يهمهم الأمر بوطننا الحبيب، أن يأخذوا بعين الاعتبار، تبعات مصداقية عزل شخص واحد فقط وواحد أحد من بين كل الأشخاص الذين يشتغلون في المؤسسات والمجالس والوزارات التي لها علاقة بملف مغاربة العالم، فإن تمت مسائلة الكل، عن المنجزات، وعن أين صرفت الميزانيات بالتدقيق، سيكون الأمر عاديا، لكن إن تم عزل فقط السيد بوصوف، أفهل تساؤلات مغاربة العالم ستفوق عدد النجوم في السماء؟
وفي الأول والأخير، تبقى هذه الرسالة مجرد رأي، ولأننا نريد خيرا بتلك البلاد، وبمناسبة هذه الأيام الأخيرة من هذا الشهر المبارك، والذي هو شهر رمضان المعظم، نتدرع العلي القدير بأن يحفظ مولانا الامام، جلالة الملك حبيبنا وقائد البلاد، ومتمنياتنا بالرقي والازدهار للشعب المغربي العظيم
والسلام
جواد الكعابي
مرشح عمدة سابق بمقاطعك كيبيك
نائب رئيس لجنة تنفيذية سابقا لأحد الأحزاب بمقاطعة كيبيك
مسؤل جهوي سابق على ملف المهاجرين بتعيين من المكتب الوطني لنفس الحزب