تراهن رياضة الملاكمة الوطنية على البطلات خديجة المرضي (75 كلغ) ووداد برطال (54 كلغ) وياسمين متقي (50 كلغ)، لنيل أول ميدالية ذهبية أولمبية وبسواعد نسوية خالصة، في غياب ملاكمين ذكور، خلال مشاركة القفاز المغربي في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 .
وستكون الملاكمة الوطنية، خلال مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة الفرنسية باريس (26 يوليوز -11 غشت)، أمام رهان رفع تحدي العودة إلى الواجهة الدولية واستعادة أمجادها، بعدما دأبت على الصعود إلى منصة التتويج في مختلف المحافل القارية والدولية.
ولئن كانت الميداليات البرونزية، التي أحرزها كل من عبد الحق عشيق (1988 في سيول و1992 في برشلونة) والطاهر التمسماني (2000 في سيدني) ومحمد الربيعي بريو دي جانيرو 2016، تظل صفحة مشرقة في تاريخ الملاكمة المغربية، فإن تعزيز هذا الرصيد يبقى رهينا بما ستجود به قبضات الملاكمات المغربيات الثلاث ومدى إصرارهن على دخول التاريخ من أوسع أبوابه.
والأكيد أن القفاز الوطني سيسعى خلال المشاركة في الأولمبياد الفرنسي إلى تحقيق أفضل من الميداليات البرونزية الأربع، وبالتالي تكريس التألق الذي حققه في آخر محفل قاري والمتمثل في انتزاع المنتخب الوطني ست ميداليات، منها ذهبيتان، خلال الدورة التأهيلية لمنطقة إفريقيا إلى الألعاب الأولمبية بباريس بمدينة ديامنياديو بالسنغال. وقبلها تصدر سبورة الميداليات في البطولة الإفريقية ياوندي 2023، بثماني ذهبيات وفضيتين وثلاث نحاسيات، كما تألق الملاكمون المغاربة في بطولة الألعاب الرياضية العربية بالجزائر في السنة ذاتها إثر تتويجهم بالمركز الثالث.
وفي هذا السياق، شدد المدير التقني الوطني،عثمان فاضلي، على أن خديجة المرضي، التي كانت أول بطلة إفريقية وعربية تفوز بميدالية ذهبية على الإطلاق في مونديال الملاكمة النسوي، إلى جانب برطال والمتقي، اللواتي يتطلعن إلى تتويج مشوارهن الرياضي بلقب أولمبي، سيكن على موعد مع التاريخ لتدوين إسم الملاكمة المغربية في سجل البلدان التي نالت ميداليات أولمبية في رياضة الفن النبيل .
وقال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الملاكمات الثلاث أبن على مستوى تقني وبدني جيد واستعداد وإصرار على تشريف القفاز الوطني في هذا الاستحقاق الكوني والرغبة في انتزاع إحدى الميداليات الأولمبية والتي ستكون تاريخية
وأشار إلى أن الاستعدادات للألعاب الأولمبية كانت مكثفة ومركزة وكان آخرها خلال المعسكر التدريبي الذي خاضته العناصر الوطنية بكازاخستان، والتي تخللتها المشاركة في دوري دولي في البلد ذاته.
وتابع أن الملاكمات دخلن بعد ذلك في تربص إعدادي بمركز بوركون بالدار البيضاء، قبل التوجه إلى مركز فيتيل بفرنسا حيث خضن آخر معسكرا تدريبيا إلى جانب 18 منتخبا تتشكل من الملاكمات المؤهلات إلى الألعاب الأولمبية.
وأضاف أن المنتخب النسوي خاض العديد من النزالات الودية للوقوف على مكامن الضعف والقوة عند الملاكمات المغربيات، وكذا الإحاطة بجميع الجوانب التقنية والبدنية وكذا النفسية.
وأكد الإطار الوطني، أن الجامعة الملكية المغربية للملاكمة وفرت جميع الإمكانيات الضرورية وهيأت الظروف الملائمة، حتى تتمكن الملاكمات المغربيات من التحضير لهذه الألعاب في أحسن الظروف، دون إغفال الدور الكبير الذي تقوم به اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية في هذا الإطار.
وإذا كان إعداد الملاكمات للأولمبياد بشكل جيد يشكل الهم الأكبر للأطر التقنية، فإن العناصر الوطنية تؤكد أن غاية ما تطمح إليه هو الصعود إلى منصة التتويج ورفع راية المغرب خفاقة في سماء باريس ، ولن يدخرن جهدا من أجل بلوغ هذا الهدف الأسمى.