باعت شركة بريطانية أصولًا للغاز تابعة لها إلى شركة مناجم المغربية، وهي أكبر شركة تعدين في البلاد، بغرض الإنتاج من حقل شرق البلاد، لتصبح أول شركة مغربية تنقّب عن الغاز الطبيعي.
وأعلنت شركتا “ساوند إنرجي” البريطانية (Sound Energy) ومناجم (Managem)، ذلك في بيان مشترك، مساء أمس الجمعة 14 يونيو/حزيران 2024، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالت شركة ساوند إنرجي، إن قيمة صفقة بيع شركة “ساوند إنرجي موروكو إيست ليمتد” (Sound Energy Morocco East Limited)، إلى شركة مناجم المغربية، تبلغ 45.2 مليون دولار أميركي.
وتعمل مناجم المغربية، الأكبر في الدولة الواقعة شمال أفريقيا، بقطاع المعادن -أيضًا- في القارة السمراء، واشترت في 2022 أصولًا من شركة “أيمغولد الكندية” (IAMGOLD) في كل من السنغال ومالي وغينيا، بقيمة 280 مليون دولار أميركي، وفق بيان صادر عنها حينها.
قالت “ساوند إنرجي” البريطانية، بعد بيع شركة تابعة لها إلى مناجم المغربية، إنه جاء بهدف تطوير الإنتاج في حقل الغاز “تندرارة” Tendrara شرق البلاد، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الجمعة 14 يونيو/حزيران 2024.
ومن المتوقع أن يبدأ الحقل الإنتاج العام المقبل (2025)، بطاقة تبلغ 100 مليون متر مكعب سنويًا، وفق ما قالته مناجم المغربية.
وأضافت أنها تخطط لزيادة الإنتاج إلى 280 مليون متر مكعب، بعد ربط حقل الغاز بخط الأنابيب الموجود حاليًا، الذي يربط المغرب بإسبانيا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)
وتتطلع مناجم المغربية للاستحواذ على أصول غاز أخرى في أفريقيا، بحسب تعليق الرئيس التنفيذي عماد طومي، في بيان الشركة.
يُذكر أن أكبر شركة للتعدين في المغرب كانت قد أعلنت قبل 3 أسابيع تراجع إيراداتها بنسبة 13% إلى 1.935 مليار درهم (194 مليون دولار) خلال الربع الأول من 2024، بسبب خفض إنتاج الكوبالت من منجم بوعزر في جبال الأطلس، بسبب هبوط أسعاره عالميًا، وفق وكالة رويترز، حينها.
ويزوّد منجم بوعزر شركة صناعة السيارات الألمانية بي إم دبليو (BMW) بالكوبالت، الذي تستعمله في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية. وتخطط الشركة المغربية لتزويد شركة “رينو” الفرنسية Renault بالكوبالت -أيضًا- في 2025.
كما اضطرت مناجم المغربية إلى تعليق العمل في موقع صناعي آخر للكوبالت في الكماسة قرب مراكش، إذ تستثمر في التعزيزات المقاومة للزلازل بعد زلزال العام الماضي الذي هزّ منطقة جبال الأطلس.
ومناجم المدرجة في بورصة الدار البيضاء، وتعمل في 6 دول بقارة أفريقيا، هي شركة تابعة لصندوق المدى الاستثماري المملوك للعائلة المالكة في المغرب.
تقضي صفقة بيع شركة غاز تابعة لـ”ساوند إنرجي” إلى شركة مناجم المغربية، بأن تظل 20% من حقوق إنتاج حقل تندرارة في يد الشركة البريطانية، بالإضافة إلى 27.5% من حقوق العمل في الاستكشاف والإنتاج في حقلي “غراند تندرارة” Grand Tendrara و”أنوال” Anoual.
ويستورد المغرب معظم احتياجاته من الغاز، بكميات تُقدر بنحو مليار متر مكعب سنويًا، وهي كمية تكفي لتشغيل محطتي توليد طاقة صغيرتين في شمال شرق وشمال غرب البلاد.
وتتوقع وزارة الطاقة المغربية ارتفاع احتياجات الغاز في البلاد إلى 8 مليارات متر مكعب سنويًا، بسبب حاجة الدولة إلى خفض انبعاثات الكربون، وبصمتها الكربونية.
ويعوّل المغرب على اكتشافات الغاز في تأمين جزء كبير من الطلب السنوي، الذي يبلغ نحو مليار متر مكعب، في حين يبلغ الإنتاج حاليًا نحو 110 ملايين متر مكعب سنويًا فقط، وسط خطط لزيادته إلى 300 مليون متر مكعب خلال السنوات المقبلة.
وكشفت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة الدكتورة ليلى بنعلي، موقف عمليات التنقيب عن الغاز في المملكة -وذلك خلال ردّها على أسئلة البرلمانيين بمجلس النواب في جلسة الأسئلة الشفهية في 27 مايو/أيار (2024)- عن أن الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية أكدت وجود غاز في حقل سواحل العرائش (حقل أنشوا)، وتتواصل الدراسات من أجل تطويره.
يأتي ذلك في إطار الاستعدادات لبدء الإنتاج من حقول الغاز في المغرب في ترخيص ليكسوس خلال عام 2024، وخطط لحفر آبار جديدة، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت بنعلي، إن منطقة تندرارة شهدت حفر 10 آبار، قبل أن يتبيّن أن اثنتين فقط تتوفران على كمية من الغاز، إذ ترى أنها نتائج مشجعة أُعطِيَت على أثرها رخصة امتياز لتطويرها سنة 2018.