انطلقت بطنجة، أشغال النسخة الثالثة لمنتدى تربية الأحياء المائية البحرية، بمشاركة عدد من المسؤولين والمهنيين والخبراء في المجال، مغاربة وأجانب.
وتسلط هذه النسخة من المنتدى، التي تنظمها الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية تحت رئاسة وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الضوء على إسبانيا كبلد ضيف شرف على المنتدى، وذلك تقديرا للعلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين، وتكريسا للرغبة القوية للطرفين في توطيد وتعزيز التعاون في قطاع تربية الأحياء المائية البحرية المستدامة.
وسيجمع هذا المنتدى، الذي ينعقد تحت شعار “شراكة قوية من أجل تنمية مستدامة لقطاع تربية الأحياء المائية البحرية”، بين ممثلي المؤسسات العمومية ومستثمرين وخبراء وباحثين وغيرهم من الفاعلين في المجال، حيث يشكل هذا التنوع في اختصاصات المشاركين فرصة لتعزيز التبادلات البناءة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون بين الأطراف المشاركة.
في كلمة خلال الافتتاح، قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، إن “استراتيجية هاليوتيس تضع تربية الاحياء المائية في صلب اولوياتها، تنزيلا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتشغيل الرافعات الأساسية لتطوير هذا القطاع بتناغم مع القطاعات الأخرى المعتمدة على الموارد الساحلية”.
واعتبر الوزير أن “هدفنا هو تمكين تربية الأحياء المائية البحرية الوطنية من أداء دورها بشكل كامل كرافعة لتطوير اقتصاد أزرق شامل والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (ODD)، خاصة في مجال الأمن الغذائي، ودعم تعزيز فرص الشغل اللائقة وتحسين قدرات الصمود وحماية المحيطات والموارد البحرية”.
وأوضح السيد صديقي بأن الهدف من تنظيم هذا المنتدى يتمثل في “استثمار الفرص المتاحة لاستكشاف واستغلال إمكانيات التعاون والشراكة في هذا المجال، وكذا الاستفادة من التكاملات القائمة، وفرص عمل استثنائية في هذا القطاع”.
من جانبه، أعرب المستشار المكلف بالفلاحة والصيد البحري والأغذية بالسفارة الإسبانية بالمغرب، خوسيه مانويل خاكوطو، عن شكره للمنتدى على دعوة إسبانيا كضيف شرف، مشيدا بالتقارب القائم بين المملكتين.
وأضاف أن هذا الحدث يعكس اهتمام المملكة المغربية بتربية الأحياء البحرية وبالصيد البحري، مبرزا الأهمية والزخم اللذين يوليهما المغرب لتربية الأحياء البحرية، والذي يعتبر قطاعا يعرف نموا سريعا ويلعب دورا هاما في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، خاصة في مجال الاقتصاد الأزرق.
وأضاف أن تربية الأحياء البحرية لا تلعب دورا أساسيا في تنمية المناطق الساحلية فحسب، ولكن أيضا في ضمان الأمن الغذائي، والذي يعتبر أحد التحديات الرئيسية التي تواجه العالم اليوم.
بدورها، أشارت مديرة الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية، ماجدة معروف، في تصريح للصحافة، إلى أن هذا الحدث مخصص للمستثمرين في القطاع وسلسلة القيمة المرتبطة به، مؤكدة أن الهدف من هذا المنتدى يكمن في تعزيز الشراكات بين الفاعلين، وطنيين ودوليين، بهدف مواصلة تعزيز تنميته.
وأضافت أن هذا القطاع مدعو إلى الاضطلاع بدور مهم للغاية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدة أن هذا المنتدى يتماشى مع سياسة المغرب في مجال أهداف التنمية المستدامة، كما ينسجم مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ سنة 2009 في إطار استراتيجية “هاليوتيس”، والرامية لجعل هذا القطاع رافعة حقيقية لتنمية الاقتصاد الأزرق في المغرب.
أما بالنسبة لرئيس الجمعية المغربية لتربية الأحياء البحرية، سيدي محمد علي دادي، فقد أكد على أهمية هذا القطاع بالمغرب سواء على مستوى تربية الأسماك أو الصدفيات أو المحار، مشيرا إلى أن انعقاد المنتدى بحضور شركاء دوليين وفاعلين في المجال يعكس الاهتمام الخاص الذي توليه المملكة لتنمية تربية الأحياء البحرية.
كما أعرب عن الأمل في أن يسفر المنتدى عن تبادل الخبرات وتقاسم تجارب وإنجازات المشاركين، وعلى مستوى المغرب عموما، خاصة بعد وضع استراتيجية “هاليوتيس”، مبرزا أن قطاع تربية الأحياء البحرية، الذي يراد له لأن يشكل قطاعا واعدا ذا قيمة مضافة حقيقية، يكتسي أهمية خاصة لضمان الأمن الغذائي للمملكة.
ويهدف هذا المنتدى إلى تعزيز التنمية المستدامة لقطاع تربية الأحياء المائية البحرية في المغرب من خلال تسهيل الحوار وتبادل المعرفة وتحديد الحلول المبتكرة لتحفيز نمو القطاع.
ويتضمن جدول أعمال المنتدى جلستين عامتين لتسليط الضوء على الفرص والرافعات لتطوير نشاط تربية الأحياء المائية البحرية، كما يتخلل البرنامج عقد مائدتين مستديرتين تجمعان بين ممثلين عن مؤسسات تربية الأحياء المائية البحرية وهيئات عمومية مع التركيز على فرص الاستثمار في القطاع.
وتميز حفل الافتتاح، الذي جرى بحضور على الخصوص رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وممثلي الغرف المهنية بالجهة وسفير النرويج بالرباط وممثلي سفارات إسبانيا وهولندا، بالتوقيع على اتفاقية تعاون بين الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية والمجموعة الإسبانية لتربية الأحياء البحرية (ACUIPLUS).