عاشوراء في المغرب..ليلة احتفالية لإحياءالموروث الشعبي والطقوس الدينية

بقلم : ذ. ابو بدر العرايشي

تحتفل الدول الإسلامية  بعاشوراء الذي يصادف العاشر من شهر محرم، حيث يتم احياء عدد من الطقوس والتقاليد والأعراف لهذه المناسبة.

في أيام الاولى للسنة الهجرية الجديدة، تبدأ الأسر المغربية،  زيارة الأسواق الشعبية، لإقتناء مستلزمات عاشوراء بشراء “الفاكية” أي الفواكه الجافة، لتزيين الموائد العائلية المغربية، التي تثمتل في خليط من التمر واللوز والحمص والفول السوداني والجوز والفستق والتين المجفّف، بالإضافة إلى الحلويات المغربية المتنوعة.

حيث  تعرف الاسوق المغربية الخاصة بالفواكه الجافة انتعاشا ملحوظا، لمكانتها في التقاليد والأعراف الاحتفالية بعاشوراء.

واستعدادا لهذه المناسبة تستعد المحلات التجارية، لعرض منوعاتها من الفواكه الجافة المحلية والمستوردة، بغية إرضاء كل الأذواق.

عاشوراء ، موعد سنوي ينتظره الكبار والصغار، ويتم الاحتفال الكل على طريقته، حيث يقتني المغاربة مختلف الألعاب والأدوات الموسيقية لأطفالهم، بإعتباره عيد الألعاب للأطفال.

اما النساء،  يشترون الآلات الإيقاعية التقليدية، التي تعد تقليدا أساسيا في هذه الاحتفالات، مثل الدفوف والطبول (الطعريجة)  المصنوعة من الفخار والجلد “محليا”، كمظهر من مظاهر الاحتفال بعاشوراء.

ومن مشاهد الاحتفالية  داخل البيوت أو في الأحياء والفضاءات العمومية خلال ليلة “عاشوراء”، تتعالى أهازيج : “عيشوري عيشوري، عليك دَلّيت شعوري… بابا عيشور ما علينا لحكام ألالة… عيد المولود كيحكموه الرجال ألالة”، في إشارة إلى أن الرجال لا سلطة لهم على النساء والفتيات في هذا اليوم،
وتوازيه رقصات مع ضرب على الطعارج، ليخلقن جوّاً تسوده الأفراح والمسرات.

ومن الأجواء الاحتفالية، هناك عادات دينية ،  التي يحرص المغاربة عليها  كالصيام والزكاة.

إن عاشوراء في المغرب ارتبطت بالخير وإخراج  الزكاة بعد مرور سنة،  وهي أيضاً مناسبة للصيام، إذ يصوم المغاربة في اليومين التاسع والعاشر من محرم، اقتداءً بوصية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

كما يحي المغاربة في هاته الليلة من عاشوراء حفلات وسهرات دينية في المديح والسماع وذكر الله تعالى وبركاته.









مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة