أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أن الرقمنة تعد عاملا حقيقيا لخلق الثروة والتنمية الاقتصادية.
وأوضحت السيدة مزور، خلال افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي “!Digital Now”، أن المغرب انخرط بشكل كامل في التحول الرقمي على عدة مستويات، وقد برهنت مختلف الجهات الفاعلة والقطاعات المغربية على التزام وقدرة على التكيف.
وأبرزت الوزيرة، في كلمة تلتها نيابة عنها الكاتبة العامة للوزارة، سارة العمراني، أن الوزارة قامت بإعداد خطط عمل مختلفة تهدف إلى مواكبة التحول الرقمي للمقاولات المغربية عبر عدة عروض للمواكبة، من بينها وضع منصات للدعم لمساعدة المقاولات على بلوغ النضج الرقمي.
وأشارت إلى أنه في إطار مواكبة حاملي المشاريع والمقاولات الناشئة، تم إبرام العديد من الشراكات مع القطاع الخاص والحاضنين، بما في ذلك التعاون مع “التكنوبارك” لتغطية جهات المملكة الـ12، مضيفة أن هدف الوزارة هو تلبية الاحتياجات الخاصة للمقاولات المغربية وتشجيع إبداعها.
ومن جانبه، ذكر الرئيس المؤسس لنادي المسيرين (CDD)، إدريس الظريف، بأن استخدام التكنولوجيات يحسن بيئة العمل ومناخ الأعمال، ويعزز الولوج السريع والفعال للمواطنين إلى الخدمات ويضمن جودتها، ويحد بالتالي من التنقل غير الضروري.
وأضاف أن نادي المسيرين يطمح إلى إحداث منظومة مقاولاتية رقمية وتمكين المقاولات المغربية من اعتماد التكنولوجيات المستقبلية، مشيدا بشركاء النادي الذين ساهموا في تأسيس هذا المؤتمر كمنصة للنقاش البناء.
وأكد رئيس جمعية مستعملي الأنظمة المعلوماتية بالمغرب (AUSIM)، هشام الشيكر، من جانبه، أن النمو الاقتصادي اليوم رهين بالتكنولوجيا الرقمية وأن التحول الرقمي للمقاولات يعتمد على قدرتها على التكيف، ومن ثم تأتي ضرورة إعداد الكفاءات اللازمة.
وقال إن التحول الرقمي يعتبر مسألة وجود بالنسبة للمقاولات، ولكنه لا يقتصر على مجرد اعتماد الأدوات الرقمية، بل هو تحول في النماذج التي تشمل تكوين الكفاءات والتوعية والاستئناس بالأدوات الرقمية، مشيرا إلى الحاجة لاستراتيجيات لا يقتصر دورها على الاستجابة للتحديات الحالية فحسب، بل تعمل على إعداد المقاولات الوطنية لمواجهة تحديات المستقبل.
وأكد أنه “ينبغي للمقاولات أن تتكيف رقميا وإنسانيا كذلك، كما يتعين الاشتغال بشكل أكبر على مواضيع هجرة الأدمغة والأمن السيبراني، لخلق مستقبل تكون فيه التكنولوجيا الرقمية مرادفة للتنمية لفائدة الجميع”.
وفي هذا الصدد، اعتبرت المديرة العامة للتكنوبارك، لمياء بن مخلوف، أن هذه الحاضنة تشكل إحدى ركائز التطور التكنولوجي للمغرب، مبرزة الالتزام الكبير للشركات الناشئة المغربية في مجال تحويل المقاولات لتصبح مبتكرة ورقمية في آن واحد.
وأكدت أن الحاجة إلى التكنولوجيا الرقمية أثبتت نفسها خلال الجائحة وفترة ما بعد كوفيد19، حيث مكنت التكنولوجيا الرقمية المقاولات من الرفع من صمودها ومن الاستمرار، مشيرة إلى أن الرقمنة تظل رافعة أساسية للتنافسية.
كما سلطت الضوء على دعم الوزارة لخارطة طريق التكنوبارك التي تضع توسيع شبكته في مختلف جهات المملكة في صلب أهدافها، داعية القطاع الخاص إلى تقديم الدعم للمقاولات الناشئة من خلال تمويلات مكيفة وولوج هذه المقاولات الناشئة إلى الأسواق.
وتشكل هذه الدورة، التي تنعقد يومي 20 و21 دجنبر تحت شعار “المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة في العصر الرقمي: تحرير المؤهلات، وإلهام الابتكار”، حدثا رائدا لمنظومة التحول الرقمي بالمغرب.
كما يمثل هذا الملتقى، المنظم بمبادرة من نادي المسيرين بالمغرب، من أجل التحول الرقمي للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة بالمغرب، نقطة التقاء أساسية للمهنيين المنخرطين في التنمية الرقمية والمقاولاتية للمغرب.
ويطمح النادي إلى جعل هذه التظاهرة مركز تجمع وطني يتجه لتوحيد الطاقات، وبالتالي تعزيز التآزر وتشجيع المبادرات المثمرة لترسيخ الرقمنة كركيزة أساسية لتطوير المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة والتقدم الاقتصادي والاجتماعي للمملكة.
وتعرف هذه الدورة تنظيم لقاءات بين الشركات ومؤتمرات وموائد مستديرة موضوعاتية على مدى يومين، حيث سيتم تخصيص كل نصف يوم لأحد الموضوعين الرئيسيين اللذين يتناولهما المؤتمر. وستشمل المواضيع المدرجة في برنامج المؤتمر أحدث الاتجاهات في مجال التحول الرقمي، بما في ذلك تأثير الذكاء الاصطناعي على المقاولات والتحديات المتعلقة بالأمن السيبراني.