بقلم : فيصل المغربي
على امتداد العداء والمنافسة الفاشلة للجزائر على مدار عقود , الا ان التوثرات التي طالما شهدتها العلاقة التنائية , قد دخلت منعرجا جديدا وذلك بعد اعلان المغرب تطبيع علاقاته مع دولة اسرائيل واعترافها بمغربية الصحراء , واعتراف الولايات المتحدة الامريكية بسيادة المملكة الشريفة على اراضيه كاملة وتتضمن الصحراء المغربية , وهو الموقف الذي ادى بجارة السوء الى عزل نفسها ديبلوماسيا عن المغرب بشكل تدريجي , خاصة بعد ان اعلنت اسبانيا تأييدها لخطة الحكم الذاتي التي تدعمها المملكة المغربية الشريفة , وهو ماجاء صدمة هازمة للجزائر التي تعاني في صمت من خيبة امل في سياستها المريضة .
ولقد شهدت الشهور التالية تصاعد حملات الهجوم اللفظي من الكرادلة على بلدنا الحبيب وعلى مقدساته الموقرة , لتصل ذروتها الى ابعد مايكون , وخاصة عندما اعلن السيد عمر هلال سفير المغرب لدى الامم المتحدة تأبيده الصريح لحق سكان منطقة القبائل في تقرير مصيرهم , وذلك ردا على الدعم المستمر والمتواصل للجماعة الارهابية بوليساريو , وهو ما أثار غضب الحكومة الفاشلة لجارة السوء , حيث اتهموا المغرب بتورطه في استخدام برنامج ( بيغاسوس) للتجسس الالكتروني, واستهداف شخصيات عامة ومسؤولين سياسيين وعسكريين جزائريين, مما خلق نوع من النهيق المتواصل والنباح على اي شيئ, واتهام بلد الشرفاء بدعم الارهاب والمخدرات والسرقة ودعم ( رشاد الاسلامية) ( ماك ) الانفصالية في منطقة القبائل, زيادة على الحرائق وغيرها من الاحذاث الطبيعية كالزلزال والفياضانات وغيرها من هاته الامور , منطق غريب من بلد غريب الاطوار , ولازالت التهم تتساقط على بلدنا كالامطار من جارة السوء لعدم قدرتها على اللحاق التنموي والصناعي والاجتماعي والثقافي التي تعرفها مملكتنا الشريفة ,لبنائها ديبلوماسية قوية التي تعتمد عليها في تصحيح عدة قضايا دولية , اولها الاعترافات الدولية والافريقية والعربية وفتح عدة قنصليات في صحرائنا الابية المغربية , مماجعل الذئب الجائع يتربص بكل شيئ مغربي , فالقفطان المغربي بين عشية وضخاها اصبح جزائري والزليج كذلك قمة الجهل والتفاهة وحتى اسود الاطلس لم يسلموا من اداهم حيث اصبحوا من اصول جزائرية , مما اصبحت الجارة اضحوكة العصر واصبحت نكتة على لسان الجميع.
قمة التفاهة وقمة الخزي والعار على دولة تدعي بانها قوة ضاربة , لكن في اعراض الناس وضاربة في سياسة الجهل وانعدام الضمير .
وتبقى الصحراء المغربية شوكة في حنجرة الجزائر التي لم تكف عن الاساءة الى المغرب الشريف, لكن بلد الكرامة والعزيمة وارض الشرفاء العلويين لا ترد بالمثل لان اخلاقنا عالية وجواب السفهاء السكوت .
لكن على الرغم من محورية قضية الصحراء المغربية, تبقى الجارة العجوز تبرر تناحرها المستمر لتغطية السبب الحقيقي للصراع , بحكم انها تريد السيطرة الاقليمية واطلالة على المحيط , فالتباعد الكبير في المسار السياسي والايديولوجي بين الدولتين واضحة , لان عوامل الدين واللغة التي لاتفقهها جمهورية الكراغلة , لان النظام الحاكم له ابعاده المتفرقة بل والمتباعدة على منطق العقل والعقلانية , فالنضال المشترك ضد الاستعمار الفرنسي , شهد الكفاح المشترك وطالما اعتمدت جارة السوء على الحدود المغربية واتخادها بمتابة القاعدة الخلفية لجبهة التحرير الوطنية الجزائرية , لكن الحقد والغل الي تتشبع به جارة السوء ضد اي نجاح مغربي , خلق نوع من مرارة وحرقة الضغط النفسي الذي تعاني منه, ورغم الجهود المبذولة من طرف الشرفاء المغاربة ملكا وشعبا , للوصول الى المصالحة حيث دعا السدة العالية بالله جلالة الملك محمدالسادس نصره الله في العديد من المناسبات الى الحوار وفتح الحدود, بل اقترح في العديد من الخطب السامية استراتيجيات جديدة للتعامل , تضمن تهدئة التوترات المتصاعدة لكن دون جدوى ; لان القادة العجوز للجزائر لهم لغة اخرى ومنطق آخر .
لن تتحسن العلاقات الا بتغيير جذري للنظام العسكري الذي بيده زمام الامور وعلى رأسهم السجين السابق.