في غياب ” المعاملة بالمثل”.. جاليْتا إيطاليا وإسبانيا تقدم درسا لمعنى المشاركة السياسية

بقلم  : الصحافي حسن شاكر
أصرت بعض الإطارات الأكاديمية وكفاءات تمثل النسيج الجمعوي والسياسي على المشاركة في الانتخابات المحلية بكل من إيطاليا وإسبانيا في شهر ماي 2022. ورغم أن سقف مطامح بعض المغاربة لم يكن يتجاوز الانخراط في عمليات التسجيل والحملات الانتخابية والمساهمة في خلق ذلك التراكم السياسي والثقافي الذي تحتاج إليه الجاليات المغربية في المجتمعات الغربية… فإن العشرات من المرشحين في إيطاليا والمئات بإسبانيا أعطوا الدرس الديمقراطي.. وإن التعايش وتحسين شروط الحياة وتقوية الحقوق.. يبدأ من صناديق الاقتراع و المشاركة السياسية انطلاقا من بلدان الإقامة لضمان شروط المواطنة الكاملة…

ومشاركة جاليتي إيطاليا و إسبانيا (من مغاربة العالم)، يمكن اعتبارها أرضية واقعية لمناقشة علاقة المهاجر المغربي بالشأن السياسي…ودرجة ثقته بالعمليات الانتخابية..ودرجة استعداده لمثل هذا التمرين الديمقراطي.؟
ومن المعلوم أن غالبية المشاركين المغاربة لم يحالفهم الحظ..رغم قيامهم بحملات انتخابية و اتصالهم بالمغاربة الذين لديهم الحق في الانتخاب( المجنسين ).

لكن النتيجة انه في مدينة بريشيا الإيطالية مثلا شاركت الجاليات الهندية والباكسانية، بقوة وفاز ممثلون عن تلك الجاليات بمقاعد في المجالس المحلية. في حين لم يفز  ولو مغربي واحد رغم تواجدهم هناك بأعداد مهمة…فهل المهاجر المغربي هو كائن غير انتخابي..؟ 
فإذا حضر تاريخ الصراع بين الباكستان والهند في التنافس الانتخابي بين مرشحي البلدين بايطاليا..فهل يمكن القول أن المهاجر المغربي يحمل معه ذكريات سيئة عن الانتخابات ، أو أنه لا يشارك أصلا في “بْلادو”..كما قال لي غاضبا أحد المرشحين المغاربة بمدينة فيتشينزا الإيطالية؟

الدرس الديمقراطي لجاليتي إيطاليا وإسبانيا هو ضرورة الاشتغال على الجاليات المغربيةبالمهجر ودفعها للمشاركة السياسة كمنتخبين أو كمصوتين.. وليس البقاء داخل قوقعة المطالبة بكوطة داخل المجالس الاستشارية بالرباط..

إن ما تحتاجه الجاليات فعلا هو تغيير العقلية وأن تعلن المصالحة مع الشأن السياسي في بلدان الإقامة أولا.. وثانيا أن تعلن القطيعة مع أصحاب عقلية ” هنا و لهيه ”  لأن النتيجة في حالات عديدة هي:” لا هنا لا لهيه..”.

لقد عاش مغاربة إيطاليا واسبانيا الحملات الانتخابية على طريقة الديمقراطيات الأوروبية وهي تجربة سياسية مهمة على أرض الواقع ،جعلت من التعجيل بتنزيل الفصل 30 من الدستور والمتعلق بالمعاملة بالمثل، مطلبا مهما خاصة بتواجد مليون مهاجر مغربي باسبانيا، وأكثر من 600 الف بايطاليا.. إنها أرقام ستغير ترتيب الأوراق داخل أحزاب دول المهجر.

اليوم نحن أمام جيل جديد من المطالب السياسية. وتطبيق آلية المعاملة بالمثل سيرفع من القيمة السياسية و الاجتماعية للجاليات المغربية بالمهجر على المستوى المحلي…
بالمناسبة مع اقتراب ” عملية مرحبا ” ترفع الجاليات المغربية حناجرها للتنديد بارتفاع اسعار الطائرات و البواخر.. و ترد عادة  وزارة الخارجية واللجنة الوزارية المختلطة بالتجاهل، وتكتفي بتجهيز قارورات الماء المعدني لاستقبال مغاربة العالم…

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة