أطلق رؤساء دول وحكومات البلدان التي تتشارك اللغة الفرنسية، يوم الجمعة، نداء “من أجل فضاء رقمي نزيه وموثوق بالعالم الفرنكوفوني”، عقب اليوم الأول من القمة التاسعة عشرة للفرنكوفونية، التي افتتحت أشغالها في قلعة فيلير-كوتريه بشمال باريس.
وقال رؤساء دول وحكومات المنظمة الدولية للفرنكوفونية، التي ستتواصل قمتها في العاصمة الفرنسية غدا السبت، إن النداء، الذي أطلق عليه “نداء فيلير-كوتريه”، يدعو المنصات الرقمية إلى “تعزيز التزامها بفضاء رقمي أكثر أمانا ونزاهة” من أجل المساعدة في حل التحديات التي تواجه الفضاء الفرنكوفوني.
وأشاروا إلى أن “التحول الرقمي، الذي يعد مصدرا للتقدم والفرص، يطرح أيضا تحديات على الدول الأعضاء والحكومات في المنظمة الدولية للفرنكفونية”.
ويتناول النداء مجموعة واسعة من التحديات، بما في ذلك مكافحة الفجوات الرقمية، ومن أجل الإدماج وحماية الحقوق الأساسية وتعزيز تعددية الفكر والرأي، والحفاظ على نزاهة العمليات الانتخابية وتعزيز وحماية الحق في الاستفادة من المعلومات الموثوقة والعالية الجودة، وكذلك الحق في الحماية من المحتوى المضلل أو المغرض أو الذي يحض على الكراهية، ومن التمييز بجميع أشكاله.
ولمواجهة ذلك، يدعو القادة المنصات الرقمية إلى تكثيف جهودها والتزاماتها من أجل “فضاء رقمي شامل وتعددي وعالي الجودة وموثوق”، وذلك من خلال تنفيذ إجراءات وتدابير مختلفة.
وجاء في الوثيقة أنه “ينبغي أن تضمن هذه الإجراءات، من بين أمور أخرى، “قدرا أكبر من الشفافية والتنوع والقرب”، و”حماية البيانات الشخصية وفقا لإجراءات شفافة ومتاحة ومفهومة للجميع، باللغة الفرنسية وبلغات الدول والحكومات”، مع المساهمة في تطوير “ذكاء اصطناعي أخلاقي ومسؤول يحترم حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام، فضلا عن أهداف التنمية المستدامة”.
وفي خطابه الافتتاحي، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى “بناء نظام رقمي يحمي المواطنين”، من أجل “محاربة التضليل وانتشار الكراهية على الإنترنت وخطاب الكراهية والعنصرية بشكل أفضل”.
وقد نوقشت هذه القضية على نطاق واسع في مائدة مستديرة نُظمت في اليوم الأول من قمة الفرنكوفونية، مع التركيز على التحديات والفرص التي تواجه الفرنكوفونية والتعددية اللغوية في العصر الرقمي.
وتحت شعار “الإبداع، الابتكار وريادة الأعمال باللغة الفرنسية”، انعقد اليوم الأول من القمة التاسعة عشرة للفرنكفونية في المدينة الدولية للغة الفرنسية بقصر فيلييه-كوتريه، شمال باريس، على أن تتواصل أشغال القمة يوم السبت في القصر الكبير بالعاصمة الفرنسية.