محاولة إنقلابية في الجزائر تنتهي بتصفية مدير الأمن والإتصالات برئاسة الجمهورية

منذ سنوات طويلة، تشهد الجزائر صراعًا مستمرًا حول السلطة والحكم بين الجيش والقوى السياسية المختلفة، بما في ذلك القوى الإسلامية واليسارية. وقد خرج هذا الصراع أخيرًا إلى العلن، حيث أسفر عن وقوع أحداث مفجعة.

تمثل الحادثة التي أثارت جدلًا واسعًا تصفية مدير الأمن والاتصالات في قصر المرادية، العميد “رشيد حراث”. يشغل العميد حراث منصب مدير عام أمن الاتصالات والمواصلات السلكية واللاسلكية برئاسة الجمهورية. كان له إرتباط وثيق بالجنرال شنقريحة، وهو أمر أثر بشكل كبير على توجهاته وقراراته.

تشهد البلاد حالة من التوتر والانشقاقات داخل محيط قصر المرادية. تأتي هذه الانشقاقات بعد إبعاد واحتجاز وزير الخارجية السابق رمطان العمامرة، بسبب إعلانه عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية. وهو الحدث الذي تلى إعتقال وحبس وزراء سابقين كانت لهم علاقات ومصالح مع جنرالات لازالوا يتحكمون في دواليب السلطة، حيث اندلع مسلسل من الاعتقالات بين تيارات موالية لروسيا وأخرى موالية لفرنسا داخل النظام العسكري.

تعكس الأحداث في الجزائر تأثير الأوضاع الإقليمية على الداخل الوطني. تفاقمت التوترات مع تداعيات الوضع في النيجر، حيث فقدت فرنسا موقعها الاستراتيجي الذي كان بإيعاز من التيار الفرنسي داخل النظام العسكري الحاكم في الجزائر، لينتقل الثقل لتيار جنرالات المرادية التابع لروسيا.

تبرز هذه الأحداث تعقيدات الساحة السياسية والأمنية في الجزائر، وتجعل من الضروري أن تعمل الأطراف المعنية على تهدئة التوترات والعمل من أجل تحقيق الاستقرار والسلام. تأتي هذه الأحداث كتذكير قوي بأهمية تحقيق توازن في السلطة وتوجيه الجهود نحو مصلحة البلاد وشعبها
وكالات

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة