بروكسل : د. عبد العزيز سارت
غادرنا إلى دار البقاء، صبيحة الثلاثاء، المجاهد محمد بن سعيد آيت إيدر. و برحيل المجاهد المشمول بعفو الله يفقد المغرب ، و المغرب الكبير و القضية الفلسطينية، علما من أعلام المقاومة ضد الاستعمار و رمزا من رموز المعارضة و الممانعة و رفض الحلول الترقيعية و داعية من دعاة الإصلاح السياسي و المؤسساتي الحقيقي من أجل الانتقال الديمقراطي المنشود و العدالة الاجتماعية و التنمية الشاملة، حاملا لهم الوطن و المستضعفين من أبناءه و معانات طبقاته الشعبية . كما ظل طول حياته ،رحمه الله، صوت الشجاعة الأخلاقية و الزهد و القيم الوطنية المغربية الأصيلة و نفحة من نفحات جيل الحركة الوطنية المجيدة و أيقونة من أيقونات المقاومة و جيش التحرير، لا يخاف لومة لائم و لا يتردد بالتصريح بما يومن به و لو كره الكارهون ، و وجها مضيئا نظيفا في مشهدنا السياسي و في زمن الأمية السياسية و الجبن و موجة العفن و الفساد السياسي الذي ابتلينا به.
رحم الله المجاهد الزاهد و المقاوم الشرس و السياسي المحنك و المربي الدؤوب و الرجل المتواضع الخلوق ، سي محمد بنيعيد آيت إيدر رحمة واسعة بما يرحم به عباده الصالحين و أسكنه فسيح جناته بالفردوس الأعلى ، و تقبله قبولا حسنا بجوار النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا.
و عزاؤنا لشتوكا آيت باها المناضلة التي تبكي رحيلك. و لسوس العالمة الغراء التي تلبس ثوب الحداد لفقدك، و لجميع الأسرة الكريمة و لكل الذين عرفوك و ناضلوا بجانبك في منفاك و في مختلف ساحات نضالك و جبهات مقاومتك، و كل شرفاء المغرب من السياسيين و المثقفين و الحقوقيين الحقيقيين العاضين على الحديد و القابضين على الجمر من أجل مغرب أفضل، فلهم جميعا و للوطن العزيز المكلوم برحيلك أصدق عبارات المواسات و جميل الصبر و عزيز السلوان.
و لا حول و لاقوة إلا بالله .
” رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا”
إنا لله و إنا إليه راجعون.