من سأكون بعد حين..

بقلم : ذ. سعيد زروالي

اتسلى في كنف مخاض يمزق احشائي ؛استأنس بالالم المزمن ؛اداعب اليأس القاتل  ؛ الوحدة القاسية لذتي ؛نسيم المازوخية تعلق بانفاسي ؛ماعدت احس بالجلاد و لآ ا ثر الاسواط على جسدي ؛ احاول الانفلات من بؤرة تكرس في ذاتي ينابيع الجرم لذة لبناء كياني ؛ لكن للعجز قوة التمكين عندما يتعلق الامر بالتكوين ؛ الخوف يخافني لان الاكتآب علمني صناعة الرعب؛ اتلذذ بقراءة الجرائد التي لا تتحدث الا عن الاجرام و الافساد لالوح بها في مواقعي و موقعي ؛اختار  لعبة الحرب و المكر و القتل بالمجان ؛اشاهد عشقا آفلام الرعب و الخلاعة ليل نهار .
تداول تمركزت حوله تراكمات البناء و التكوين ؛ ملفات سرية انطوت في ذاتي ؛رويدا رويدا تُشكل ضغطا قويا متوجا بالانفجار العظيم الذي أُأَسس نفسي من خلاله .انبجست لغة الحصار بين اشلاء الانفجار الذي نشر صفحات الذات المنخنسة خلف ثقافة الببغاء و الراضخة انبهارا للثقافة المسيطرة دون سبر لاغوار التعدد و الاختلافات و دحض لباب التنميط بكل اشكاله .
ملفات اعلامية ناعمة سائلة حداثية دينية علمانية مفككة مركبة سياسية اجتماعية اقتصادية تربوية فلسفية علمية رقمية ؛عززت هذا التقسيم الكوني الذي هو مصدر رؤيتي للوجود .


من ساكون بعد حين!
ان دخلت شِرعة التاصيل و تربعت على مدارج الافتاء استأصلت من ذاتي قطع الجلاد التي  تراكمت  معرفيا فخرجت زخما مؤثرا في مريدي و تزحلق حبر الجلاد مرنا على صفحات التأسيس.
و ان بلغت مناقب العظماء وصناع القرار اندهشت لحالي فصارت دهشتي مصدر فلسفة شعارها سادية نيرون تصنع الحب و الابداع بسلطة الجلد و القتل .
كلما تعددت مراتبي واتسعت فضاآت افكاري الا و اتسعت مساحة الجلاد في ذاتي ومن خلالها اعْبُر عبر عبّارات التعبير ؛ان على مستوى الفكر او الفن او الفلسفة …..الخ الى شرعنة النظم و السياقات التي اميل اليها مجبرا موشحة بالوان الحال و المكان و الزمان محتفضا بفردانيتي المكللة بسلطة حبر الجَلد الذي لا احسه وصار يكتبني بألْفاظي و كتاباتي و سلوكاتي .
ان كنت عاديا كما العيان في منتصف الطريق ظهر انفصام شخصيتي على التو لان اثر السوط عنواني على الجبين و لا احسن كتابة العناوين .
و ان كنت مشاغبا في القسم و ثرت على سلطة الجلاد في ذاتي ؛نلت عقاب الجلد من طرف الجلاد ؛ثم تركت القسم وورَّثْت العقاب لابنائي فصار الجلد شعار الجلد و الهدف بلوغ سلطة الجلاد .
ما هي السبل الناجعة لانتزاع الجلاد من الذات ؟ و كيف الوصول الى سلطة التنوير بعد ازالة قطع الاظلام من الذات ؟ وكيف تتخلص الذات من سلطة الانفصام التي شكلها الجلاد فيها ؟ كيف تواجه الذات الجلاد بداخلها لتتخلص من سلطة النرجسية ؟ و هل هناك امل في تحقيق تجمعات لايحكمها جلاد في المخيال و بالاحرى جمعيات بالمفهوم المؤسساتي بكل ما تحمله الكلمة من معنى حضاري ؟ تعددت الجمعيات و التجمعات بلا مجمع .

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة