استعرض وزير التجهيز والماء نزار بركة أمس الاثنين ببالي، محاور السياسة المائية للمغرب، وذلك خلال ندوة رفيعة المستوى نظمت على هامش الدورة العاشرة للمنتدى العالمي للماء المنعقد بأندونيسيا.
وأبرز السيد بركة خلال هذا الحدث المخصص للإطلاق الرسمي لمبادرة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) حول خرائط الطريق الوطنية للماء في أفق 2030، التزام المغرب منذ ستينيات القرن الماضي بتعبئة موارده المائية بفضل الرؤية الاستشرافية لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، والتي يواصلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف الوزير خلال هذه الندوة التي نظمت في موضوع “التعاون السياسي من أجل التدبير المندمج للموارد المائية” أن المملكة انخرطت أيضا منذ الثمانينات في التخطيط الديناميكي والاستباقي للموارد المائية في جميع الأحواض المائية.
وأوضح أن “السياسة المائية المغربية تتجسد حاليا من خلال البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب والسقي للفترة 2020-2027، والذي تم إعداده في مواجهة آثار سنوات الجفاف المتوالية منذ سنة 2017، والحد من هشاشة أنظمة التزويد إزاء الخصاص المتفاقم في الماء.
واستعرض الوزير في هذا الصدد المحاور الأربعة التي تقوم عليها السياسة الوطنية للماء بالمملكة.
وسجل أن المحور الأول يتعلق بتنمية الموارد المائية التقليدية من خلال تسريع وتيرة بناء السدود الكبيرة، وتجميع مياه الأمطار، والتحويل الكبير للمياه بين الأحواض، وتعبئة موارد المياه الجوفية وتدبيرها المستدام وتنقية السدود.
وأضاف أن المحور الثاني يهم تنمية الموارد المائية غير التقليدية، لاسيما من خلال تحلية مياه البحر لضمان توفير المياه الصالحة للشرب للمدن الساحلية، وكذلك من خلال إعادة استخدام المياه العادمة لري المساحات الخضراء وتغذية المياه الجوفية الاصطناعية.
وأشار إلى أن المحور الثالث يرتكز على تدبير الطلب على الماء من خلال تحسين مردودية شبكات مياه الشرب، والقنوات متعددة الخدمات، فضلا عن عقود الفرشات المائية للحفاظ على موارد المياه الجوفية.
أما المحور الرابع فيتعلق بتحسيس الساكنة بندرة الماء وبضرورة الانخراط في اقتصاد الماء كمحور يواكب المشاريع المهيكلة.
وتهدف مبادرة منظمة الأغذية والزراعة حول خرائط الطريق الوطنية للماء في أفق 2030 لدعم البلدان في ادماج الماء في سياساتها واستراتيجياتها الوطنية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول سنة 2030.
ويتم تكييف خرائط الطريق الوطنية للماء بما يناسب كل بلد، وتمكن من توفير آفاق إقليمية ووطنية لتوجيه التخطيط والتدبير المندمج للموارد المائية وفقا للمبادئ المتفق عليها على المستوى الدولي.
وتميز حفل افتتاح هذه الدورة بتسليم النسخة الثامنة لجائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، تقديرا لالتزامها لفائدة الأجندة العالمية للماء والأمن الغذائي.
وتُمنح جائزة الحسن الثاني العالمية الكبرى للماء كل ثلاث سنوات بمناسبة كل دورة من المنتدى العالمي للماء تقديرا للمشاريع التي قدمت مساهمة كبيرة في مجالات تنمية واستخدام الموارد المائية على المستوى العلمي، والاقتصادي، والتقني، والبيئي، والاجتماعي، والمؤسساتي، والثقافي والسياسي.