هل الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى كارثة مناخية..؟

الذكاء الاصطناعي يتطلب كميات هائلة من القوة الحاسوبية، وبما أن أجهزة الكمبيوتر تتطلب الكهرباء، ووحدات معالجة الرسومات الضرورية تعمل بشكل ساخن جداً (وبالتالي تحتاج إلى التبريد)

يذهب الكثير من العلماء إلى إطلاق تحذيرات مختلفة ومتباينة من التطور الكبير والسريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يتوقعون بأنها ستدخل في كافة مناحي الحياة، وعلى الرغم من فائدة هذه التقنيات إلا أن العلماء لا يختلفون على أن لها بعض الآثار السلبية.

أما أحدث التحذيرات التي بدأ الحديث عنها في هذا المجال فهو أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى كارثة مناخية وتتسبب بمزيد من سوء الأحوال الجوية مستقبلاً، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه البشرية من أجل تجاوز التحول المناخي الكبير الذي تشهده الكرة الأرضية في السنوات الأخيرة.

وخلص مقال متخصص نشرته جريدة “الغارديان” البريطانية، واطلعت عليه “العربية نت”، إلى التساؤل: “ماذا قد يفعل عالم غارق في هذه التكنولوجيا بكوكب الأرض؟ وهو أمر مثير للقلق لأن تأثيره البيئي سيكون كبيراً”.

والمقال من تأليف الكاتب والباحث المتخصص جون نوتون، وهو بروفيسور معروف ومتخصص في مجال التكنولوجيا، كما أنه مؤلف كتاب “من جوتنبرج إلى زوكربيرج: ما تحتاج حقاً لمعرفته حول الإنترنت”

ويقول نوتون إن الذكاء الاصطناعي سوف يحدث تحولاً، وسوف يكون في كل مكان قريباً، وقد أدى هذا إلى إثارة الكثير من القلق بشأن تأثيره على التوظيف، والمعلومات المضللة، والسياسة وما إلى ذلك، وكذلك إلى قدر كبير من الاستقراءات القلقة حول الخطر الوجودي الذي يهدد البشرية.

ويشير نوتون إلى أنه في مجال المناخ فإن هذه التكنولوجيا سيكون لها تأثير كبير، لأن الذكاء الاصطناعي يتطلب كميات هائلة من القوة الحاسوبية، وبما أن أجهزة الكمبيوتر تتطلب الكهرباء، ووحدات معالجة الرسومات الضرورية تعمل بشكل ساخن جداً (وبالتالي تحتاج إلى التبريد)، فإن التكنولوجيا تستهلك الكهرباء بمعدل هائل، وهذا بدوره يعني انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع، وهو الأمر الذي تحاول الصناعة تجنبه إلى حد غير عادي.

ويخلص الكاتب في المقال الذي طالعته “العربية نت” إلى التأكيد بأن تحقيق حلم الصناعة المتمثل في “الذكاء الاصطناعي في كل مكان”، كما قال رئيس جوجل ذات يوم، من شأنه أن يؤدي إلى عالم يعتمد على تكنولوجيا ليست هشة فحسب، بل تخلف أيضا بصمة بيئية هائلة ومتنامية، وهو ما ينبغي أن نولي المزيد من الاهتمام به.

وقدرت دراسة أجريت في عام 2019 أن البصمة الكربونية الناجمة عن تدريب نموذج واحد مبكر للغة كبير الحجم ينتج نحو 300 ألف كيلوجرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل 125 رحلة طيران ذهاباً وإياباً بين نيويورك وبكين.

ويضيف الكاتب إن “التدريب ليس سوى مرحلة واحدة في دورة حياة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبمعنى ما، يمكنك اعتبار تلك الانبعاثات بمثابة تكلفة بيئية لمرة واحدة. ولكن ماذا يحدث عندما يدخل الذكاء الاصطناعي في الخدمة، ما يمكّن الملايين أو ربما المليارات من المستخدمين من التفاعل معه؟”.

وينتهي المقال بالإشارة إلى أن برنامج الذكاء الاصطناعي الأشهر في العالم حالياً (ChatGPT) اكتسب مليون مستخدم في الأسبوع الأول بعد إطلاقه، ولديه حالياً حوالي 100 مليون مستخدم نشط، لذلك ربما يكون أفضل أمل لكوكب الأرض هو أن يسقط الذكاء الاصطناعي التوليدي وينهار ويختفي مما يمكن بقية البشر من مواصلة الحياة.

العربية

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة