– تنوع النظم الايكولوجية للمياه الداخلية والأراضي الرطبة (التنوع الاحيائي المائي):
تغطي المناطق الرطبة بالمغرب حسب التقارير الوطنية 200 ألف هكتار، تضاف إليها أكثر من 3000 كلم من السواحل البحرية، وشبكة من البحيرات[5]، كما تحتل أهمية بيئية خاصة ترجع إلى خصائصها المائية وكونها مناطق انتقالية بين الأنظمة اليابسة والأنظمة المائية، وتوصف أحيانا بأنها كأس الأرض لأنها تؤدي وظيفة استقبال مياه الصرف والفضلات من المصادر الطبيعية والبشرية. وتتميز بعدد من السمات التي تشمل إنتاجية بيولوجية عالية، وثراء في التنوع البيولوجي والجنسي المتمثل في الثروة السمكية والنباتات والأعشاب الفطرية، والطيور، وتعرف الأراضي الرطبة على أنها أنظمة بيئية تعتمد على العمق الضحل للماء، وهذا الغمر قد يكون دائما أو متقطعا، أو التشبع بالماء عند سطح التربة أو بالقرب منه، والصفات التشخيصية العامة للأراضي الرطبة هي أراضي مبللة وكساء خضري مائي.
– على مستوى البحيرات الطبيعية الدائمة(المياه الداخلية):
يصل عددها إلى 20 تقريبا؛ تتواجد أساسا بالأطلس المتوسط، أكبرها بحيرة أكلمام سيدي علي مساحتها 337 هكتار، كما يمكن أن نضيف إليها عشرات المستنقعات الشاطئية، أربعة منها مصنفة حسب اتفاقية رامسار وهي المرجة الزرقاء، وأفنورير سيدي علي، وأخنيفيس، وسيدي بوغابة، بالإضافة إلى تواجد أيضا مجموعة من البحيرات العميقة مثل: بحيرة ” إفني” على عمق 61 متر، وبحيرة ” إيسلي” على عمق 92 متر. وفي 2005 أضيفت 20 منطقة أخرى.
– على مستوى المحميات الرطبة:
يعتبر المغرب من أغنى الدول العربية من حيث عدد المحميات؛ إذ يتوفر على 146 محمية طبيعية، أهمها محمية ” سيدي بوغابة “، ومحمية ” المرجة الزرقاء “، ومحمية ” أخنفيس “، ومحمية ” أفنورير “، هذه المحميات الأربع التي دخلت في لائحة اتفاقية المناطق الرطبة ” رمسار ” سنه 1980. وبعد اتفاقية التنوع البيولوجي بمؤتمر ريو المنعقد بالبرازيل سنة 1992 الذي صادق المغرب عليها، عمل على توزيع شبكة المحميات الطبيعية لتصل الى 160 موقعا ذو أهمية بيولوجية وإيكولوجية؛ منها 29 منطقة رطبة.
– تنوع النظم الايكولوجية البحرية والساحلية:
1- النظم الايكولوجية البحرية:
للتنوع البيولوجي البحري أهمية حيوية لاستمرار رفاهية الجنس البشري بما يوفره من فرص للعمل، كما تعتبر البحار أكبر خزان للغذاء، ومصدر مهم للمواد الأولية لعدة صناعات حيث أن أكثر المركبات الدوائية المتداولة في العالم من مستخلصات نباتية بحرية، كما يساهم التنوع البيولوجي البحري أيضا في الحفاظ على بيئة الانسان عن طريق المحافظة على جودة المياه، واستقرار المناخ فضلا عن أهميته السياحية بحيث تعتبر البحار والشواطئ من أهم المناطق الترفيهية، والتمتع بجمال الطبيعة مما يؤدي إلى ازدهار الاقتصاد ومنح فرص عمل جديدة[6]. ويعتبر المغرب من أغنى دول العالم من حيث الثروة السمكية وذلك بفضل امتداد شواطئه وخصوصا نتيجة وصول تيارات الكناري وتيارات إبويلينغ التي تحمل معها مواد مغذية بكمية هائلة هي المسؤولة عن إنتاجية المغرب الكبيرة من الأسماك.
2- النظم الايكولوجية الساحلية:
يمتد الساحل المغربي على طول 3500 كلم، 600 كلم على سواحل البحر الأبيض المتوسط و2850 كلم على سواحل المحيط الأطلنتي، ومن ثم يتوفر على عدة أنواع من الموائل بها نباتات وحيوانات في غاية التنوع؛ أنواع عديدة ناذرة أو مهددة بالانقراض، ويتركز على الساحل الأطلنتي النشاط الانساني الأساسي في المغرب 61% من الساكنة الحضرية، و80% من النسيج الصناعي، و53% من الطاقة السياحية، و92% من الحركة التجارية البحرية، ويمثل كل هذا ضغوطات قوية؛ وخاصة في غياب التوعية الكافية والإجراءات الوقائية والحمائية اللازمة.
3- تنوع النظم الايكولوجية القارية والصحراوية :
يوجد المغرب على الحاشية الأطلسية لأكبر مجال صحراوي في العالم، ويعد الجفاف والارتفاع الشديد في درجة الحرارة والعواصف الرملية الهوجاء مميزات المناخ الصحراوي التي تغطي 65 في المائة من المساحة الإجمالية للبلد، يتميز مجالها بالتنوع بين الجبال والسهول الحصوية والكثبان الرملية والواحات، وتمتد الواحات المغربية الكبرى في الأودية قبل الصحراوية على مساحة تقارب 44 ألف هكتار.
تتواجد بها حميلات حول أشجار الأكسيا مثلا… هناك الرق الذي يحتل مجال صحراوي ممتد بتضاريس منبسطة ومغطاة بالحصى (حيث تنتظم مجموعات متفرقة بها نباتات مثل Anabasis, Nucularia hamada. وهناك الإرغ وهي الكتبان الرملية الصحراوية( تفتقر للنباتات والحيوانات إلا في مجال الواد والمناطق الرطبة البحرية والواحات التي تعيش بها حيوانات متكيفة مع الصحراء، مثل الحشرات التي تتواجد بكثرة: مغمدة الأجنحة Coleoptère وأكثر من 500 فصيلة غشائيات الأجنحة hymenoptere أكثر من 100 فصيلة من مفصليات الأرجل، وأكثر من 500 فصيلة من مزدوجات الأجنحة وحرشفيات الأجنحة. وأكثر من 50 مجموعة من الزواحف ممثلة بأكثر من 40 فصيلة؛ أي أكثر من ثلث العدد الإجمالي بالبلد، فهناك 12 نوع من الثعابين والأفاعي؛ كالأفعى ذات القرنين؛ أفعى الرمال التي لا تظهر إلا جزء من رأسها بالرمال والكوبرا.
وتتواجد الطيور بأكثر من 250 فصيلة، كما تشكل بعض الواحات أمكنة للبيات الشتوي للطيور الأوربية المهاجرة وأخرى مقيمة كالحبراية، و40 نوع من الثدييات خاصة القوارض كالمها الحسامي والغزال والأروية المغربية، بعضها مهدد بالانقراض، وبعضها الآخر انقرض وأعيد إدخاله.