واقع التنوع البيولوجي بالمغرب..التهديدات وآليات حمايته التشريعية والتقنية والتربوية”الجزء الثاني”

المحميات البيولوجية بالمغرب:

بعد اتفاقية التنوع البيولوجي بمؤتمر ريو المنعقد بالبرازيل سنة 1992 الذي صادق عليها المغرب بعد أربع سنوات من انعقاده كما سلف الذكر، عمل على توزيع شبكة المحميات الطبيعية لتصل إلى 160 موقعا ذو أهمية بيولوجية وايكولوجية منها 29 منطقة رطبة، ومن أهم هذه المحميات: محمية “سيدي بوغابة”، “المرجة الزرقاء”، محمية “أخنيفيس”، ومحمية “أفنورير”، هذه المحميات الأربع التي دخلت في لائحة اتفاقية المناطق الرطبة ” رمسار” 1980.

وفيما يخص التشريعات والقوانين الموجهة لحماية التنوع البيولوجي في هذه المجالات نلاحظ أنه رغم كثرتها حيث أن عدد النصوص يفوق 250 نصا إلا أنها تعتبر جد قديمة زمنيا، أي قبل الاهتمام العالمي بحماية الحياة البيولوجية في العقود الأخيرة. وترجع النصوص الصادرة بالمغرب بهذا الشأن إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. وقد تم تجديد بعضها لمسايرة الإيقاع العالمي، ومن التهديدات المرتبطة بهذا الجانب أيضا نجد تعدد القطاعات المسؤولة عن حماية التنوع البيولوجي بصفة عامة والمحميات الطبيعية بصفة خاصة، مما يؤدي إلى غياب التنسيق في هذه القطاعات، وهذا الغياب في التنسيق له نتائج سلبية على الأنشطة المنجزة داخل المحمية.

الجدول )رقم 02(:أهم النصوص القانونية الصادرة لحماية المجالات ومواردها البيولوجي
التربية الجغرافية وأهميتها في حماية التنوع البيولوجي واستدامته:

تعد التربية الجغرافية ضرورة ملحة في هذا العصر، ولاسيما ما يشهده العالم من أزمات وتلوث بيئي طال مناحي الحياة جميعا، والذي فرض على المعنيين بالبيئة والصحة والتربية والإعلام في المجتمع تسليط الضوء على قضايا البيئة، وتقديم تربية جغرافية بيئية تنمي وعي أفراد المجتمع جميعا، وتنبههم إلى الأخطار التي تهدد البيئة عموما والتنوع البيولوجي خصوصا، وترشد سلوكهم في العناية بالبيئة وضرورة المحافظة عليها.

ولا يخفى الدور الذي تضطلع عليه المناهج الدراسية في تقديم تربية جغرافية بيئية مناسبة لتلاميذ المدارس. حيث تحقق تربية عامة شاملة لجميع الطلبة، وتوحد رؤيتهم وأفكارهم وثقافتهم حول البيئة بصفة عامة، والتنوع البيولوجي بصفة خاصة وواجبهم نحوهما.

إن مادة الجغرافيا تعد إحدى المواد الدراسية المتضمنة مفاهيم تربوية بيئية مهمة، كما تعتبر الجغرافيا أحد الفروع الرئيسية في مناهج المواد الاجتماعية، حيث تعتبر الأهداف التعليمية في هذه الأخيرة ذات أهمية خاصة لأنه ومن خلال صياغتها يعرف الأستاذ كيف يتم توجيهها لتلامذته داخل البيئة الصفية، وكيف يمكن أن يعمل على تحقيقها أثناء عملية التدريس، ولقد حدد مؤتمر تيبيليسي سنة 1977 أهداف التربية البيئية في المجالات الآتية:

• الاتجاهات : بغية تطوير القيم والشعور بالاهتمام بالبيئة وتحفيز الأفراد للإسهام الفعال في حمايتها وتحسينها.

• المهارات : وذلك من أجل اكتساب المهارات المعرفية والفنية للتعرف على المشاكل البيئية وحلها.

• المعارف : وتأتي عن طريق الوعي بالمشكلة البيئية وذلك بالتلقين والتدريب والدراسة، وإيجاد إطار معرفي ذو صلة اتجاه البيئة.

• وأخيرا المشاركة: وهي التي توفر الإسهام الفعال لمختلف الأفراد والجماعات في العمل على حل المشكلات البيئية.

ويعتبر التنوع البيولوجي جزء لا يتجزأ من البيئة، لذلك تبقى من أهم مجالات التربية من أجل التنوع البيولوجي، هي التربية الجغرافية البيئية، التي جاءت ردا على الأخطار المتزايدة والمتفاقمة، والتي يواجهها الإنسان والتنوع البيولوجي في بيئته، والتي تنتج عن سلوك الإنسان الخاطئ مع بيئته. والتربية الجغرافية كمفهوم تربوي حديث هو نتيجة تفاعل مفهومي التربية والجغرافيا، ووليدهما.

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة