وزارة الأوقاف توصي وعّاظا ومرشدين باحترام قوانين البلدان الأوروبية

تتكون البعثة العلمية المكلفة بتأطير الجالية المغربية بالخارج خلال رمضان، التي أوفدتْها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى فرنسا وإسبانيا وهولندا والسويد والدنمارك وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وكندا، من 364 فردا؛ وهم 321 مشفعا، و24 واعظا، و19 واعظة.

وعلى غرار السنوات الفارطة، توجّه العدد الأكبر من أعضاء البعثة العلمية المكلفة بتأطير الجالية المغربية بالخارج خلال رمضان إلى فرنسا، حيث بلغ عدد المشفعّين الذي تم إيفادهم إلى هذا البلد 114 مشفعا، إضافة إلى 7 وعاظ، و5 واعظات. وجاءت إيطاليا في الرتبة الثانية من حيث عدد أفراد البعثة الدينية المغربية، بمجموع 65 فردا، تليها إسبانيا بمجموع 48، ثم بلجيكا بمجموع 38، فيما تم إيفاد 28 من المشفعين والوعاظ والواعظات إلى كندا.

حسب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فإن الأهداف العامة من عملية إيفاد البعثة العلمية المكلفة بتأطير الجالية المغربية بالخارج خلال شهر رمضان تتمثل في توحيد صفوف الجالية المغربية، وتمتين أواصر العلاقة فيما بينهم، وصيانة المساجد المغربية وحمايتها من كل المخاطر. كما تتمثل أهداف هذه العملية في توفير التأطير الديني للجالية المغربية بأوروبا “انطلاقا من الثوابت الوطنية المعتمدة”، و”الاشتغال بانسجام تام مع القوانين الأوروبية والجمعيات المؤطرة للشأن الديني للمغاربة في مختلف البلدان الأوروبية”.

وتم توزيع الوعاظ والواعظات والمشفّعين انطلاقا من الاتفاق الذي يتم مع سفارات وقنصليات المغرب في الخارج، ومع الهيئات المسيّرة للمساجد المغربية التي تُعتبر المخاطَب الرسمي للمملكة ولوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وأفادت الوزارة الوصية على قطاع الشؤون الإسلامية بأن تحديد أعداد أعضاء البعثة العلمية المغربية الموفدة إلى الديار الأوروبية وكندا تم “بناء على المستجدات والوقائع الملموسة الخاصة بوضعية الشأن الديني والمساجد المغربية في كل بلد”.

واعتبرت الوزارة أن الطلبات المقدمة من طرف الهيئات المغربية بإيفاد المشفعين والوعاظ والواعظات “تعكس رغبتها الصادقة في التعميم الواسع للنموذج المغربي والارتباط الوثيق بالثوابت الدينية”.

وخلال الكلمة التأطيرية لأفراد البعثة العلمية المكلفة بتأطير الجالية المغربية بالخارج خلال رمضان 1445، دعا سعيد الشبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، إلى “استشعار المسؤولية الجسيمة التي تم انتدابكم إليها”، مشبها عملهم بـ”بما كان عند سلَف الأمّة، بدءا بالصحابة الكرام، حينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل الصحابة إلى الأنصار لكي يفقهوا الناس في الدين، ولكي يعلّموهم”.

كما دعا الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى إلى “الاضطلاع بالمسؤولية الجسيمة في تبليغ معاني وقيم وأحكام الدين إلى الذين أنتم مرسلون إليهم؛ فلا ينبغي أن يكون هنالك شعور ضعيف بهذه المسؤولية أو عدم التحمس لها بالشكل الكافي الذي ينبغي أن يكون”.

ويعوّل المغرب على أفراد البعثة الدينية ليؤدوا مهمة “التذكير بالهوية المغربية وبالثوابت المغربية”؛ وهو ما أكد عليه الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، لافتا إلى أن من المهام الإضافية للمشفعين والوعاظ والواعظات تذكير الأسر المغربية في الخارج بهويتها المغربية وثوابتها الدينية المغربية؛ وعلى رأسها إمارة المؤمنين، التي هي الحامية للملّة والدين للمسلمين المغاربة في المغرب كانوا أو في الخارج، وترعى التدين المغربي وتحفظه وتمكّن له”.

وعلاوة على التذكير بالهوية وبالثوابت الدينية المغربية، تعوّل المملكة على البعثة الدينية المغربية على “تذكيرهم بأن هذا البلد يحتاج أبناءه”، حسب الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى.

ودعا المسؤول ذاته المشفعين والوعاظ والواعظات المبتعثين إلى أوروبا وكندا إلى احترام قوانين البلدان المستضيفة، قائلا: “هذه البلدان فيها قوانين وأنظمة مختلفة وعلاقات مختلفة، وأشياء ينبغي أن يتم الانضباط إليها، أي أنه لا ينبغي أن نذهب إلى هناك وأن نتصرف بمنطق أننا في بلدنا”.

المجلس العلمي الأعلى أطّر عمل الوعاظ المكلفين بتأطير أفراد الجالية بمجموعة من التوصيات، حيث شدد سعيد الشبار على الالتزام بقواعد الوعظ، وأن يُشعروا الجالية بالانتماء والحرص على إفادتهم والنظر في المشكلات التي يعانون منها بـ”التي هي أحسن”.

كما دعاهم إلى معالجة المواضيع التي تهم الجالية باللين “وعدم توزيع الفتاوى، أو تحريم وتحليل أمور؛ فهذا واقع وسياق أوروبي لا بد من مراعاته، وإذا لم تفعل ذلك فأنت تحكم عليه بالموت”، مضيفا: “غرضنا ألا تكون مهمتنا هي الإفتاء بل تعزيز الشعور بالانتماء إلى هذا البلاد”.

ولم يُخف المجلس العلمي الأعلى تخوفه من سقوط المشفعين والوعاظ في شرك الصراعات التي تسم الحقل الديني في أوروبا، حيث دعاهم الأمين العام للمجلس إلى التحلي بالحيطة والحذر؛ “لأنه يتم استدراج بعض الأئمة والمشفعين والوعاظ إلى بعض الصراعات الموجودة هناك، وهذه الصراعات يجب ألا ينخرط فيها الإنسان وينبغي ألا ينخرط في تأجيج نوع من الفتنة أو الصراع”، مضيفا: “ترد تقارير من جهات مسؤولة تشكو ببعض المشفعين والوعاظ بأن بعضهم لم يمثلوا بلدهم كما طُلب منه”.

مغرب العالم: جريدة إلكترونية بلجيكية -مغربية مستقلة