مغرب العالم : ذ. يوسف دانون
لقد اتسم الاعلام المعاصر بالخوض في مختلف القضايا المجتمعية من منطلق تجسيد اهم وظائفه في تناول وعرض ومناقشة هموم المجتمع , وسلوكيات افراده ومتابعة كافة المتغيرات السياسية والاقتصادية , وغيرها بحرية تعبير كفلتها الدساتير وقوانين الصحافة , وخاصة في البلدان الديمقراطية التي تعتمد التعددية الحزبية السياسية منهجا لها .
وهنا يبقى السؤال يطرح نفسه, هل الاعلام الحقيقي يتميز باستغلاله الحرية الممنوحة للتوسع في التناولة بالقدر الذي تسمح به سعة الاهداف الموضوعة التي تتخطى احيانا , كافة القيود لتصل الافتراءات والمغالطات ضد الناس , او بالاحرى ضد كل ناجح من نساء ورجال الاعمال, نتيجة نقص المعرفة او الجهل بتفاصيل الحالات المستهدفة, بقصد او بدون قصد لغرض الاثارة في صمت المجتمع .
والغريب في الامر ان هناك بعض الناجحين او من يتسلقون سلم النجاح ورفع راية الوطن الغالي خارج بلدهم وفرض وجودهم بين الدول , ويتعرضون الى تهديدات والتصفية الجسدية وزرع كاميرات المراقبة وغير ذلك من مناورات همجية , لزرع الخوف في نفوسهم وكسر جهودهم من اجل مصالحهم , وطبعا الصحافة في سبات عميق واخص بالذكر بلجيكا بلد النصب والاحتيال من بعض الوجوه القذرة .
ومما استغربه حقيقة هو كثرة المؤثرين ,الكل اصبح صحافي والكل يتسابق من اجل فرض الوجود لكن في السهرات وليالي الملاح والاغاني الفاشلة وغيرها من عالم الفساد الفارغ , اما الحقيقة المرة هو الدفاع عن مجهودات من يرفعون العلم المغربي عاليا بمشاريع تشرف البلد , لكن ما نرى هو انهم لا علاقة لهم بالصحافةوالتي هي السلطة الرابعة, فليس كل من يحمل بطاقة وكاميرا فهو صحافي .
اتمنى ان تصل رسالتي الى من يهمهم الامر من بعض الصحافة الصفراء التي تعيش على واقع الرقص وفي قلوبهم رعب وخوف من خيالهم , فما بالك ان تقود معركة حاسمة للدفاع عن الحق والحق المكتسب , لكن قانون الصحافة لايعترف بكم يا اصحاب الكاميرات والمعدات الباهضة الثمن , فالصحافة مستوى واخلاق واحترافية مهنية لايفقهها الجاهلون .