أكد المشاركون في الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الإفريقي حول حقوق الصحة الجنسية والإنجابية، اليوم الخميس بسلا، أن البلدان الإفريقية معبأة لمواجهة مختلف التحديات المرتبطة بالصحة الجنسية والإنجابية والرفاه الأسري.
وأبرز المتدخلون، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن حكومات البلدان الإفريقية وفعالياتها المدنية ما فتئت تقوم بمجهودات حثيثة من أجل تعزيز ولوج الأفراد، وخاصة الفتيات والنساء، إلى مختلف الحقوق المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، فضلا عن النهوض بالاستقرار والرفاه الأسريين.
وفي هذا الصدد، أعربت السيدة الأولى لجمهورية إفريقيا الوسطى، السيدة بريجيت تواديرا، عن اعتزازها بالمشاركة في أشغال هذا الحدث الإقليمي “الذي من شأنه تعزيز النهوض بالحقوق ذات الصلة بالصحة الجنسية والإنجابية، مع دعم الولوج إليها على صعيد القارة الإفريقية”.
وسجلت السيدة تواديرا، في كلمة بالمناسبة، أن معدل وفيات الأمهات في جمهورية إفريقيا الوسطى لا يزال مرتفعا حيث تحتل بلادها المرتبة الرابعة على صعيد القارة، مشددة على أن المضاعفات الناجمة عن الإجهاض السري والالتهابات والنزيف الحاد الذي تعاني منه النساء أثناء عمليات الولادة، تشكل السبب الرئيسي لحدوث هذه الوفيات.
كما توقفت عند ظاهرتي العنف المبني على النوع وتزويج القاصرات، مؤكدة أن جمهورية إفريقيا الوسطى تشترك مع العديد من البلدان الإفريقية في انتشار هاتين الظاهرتين المقلقتين وكذا تأثيرهما الكبير على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات، وعلى تحقيق الرفاه الأسري بشكل عام.
من جانبها، أكدت السيدة الأولى لجمهورية زامبيا، السيدة موتينتا هيشيليما، أن القارة الإفريقية حققت تقدما هاما في مجال النهوض بالصحة الجنسية والإنجابية خلال السنوات الأخيرة، مسجلة، في المقابل، أنه لا تزال هناك العديد من المشاكل والتحديات المطروحة.
وأوضحت السيدة هيشيليما، في هذا الإطار، أن الدول والحكومات مطالبة اليوم بالتحلي بما يكفي من المسؤولية والالتزام تجاه مختلف الحاجيات التي تعبر عنها الفتيات والنساء من أجل الولوج إلى حقوقهن المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، باعتبارها مكونا أساسيا ضمن منظومة حقوق الإنسان.
وبعد أن توقفت عند مختلف الأمراض والمشاكل الصحية التي تهدد سلامة الفتيات ومستقبل الشباب في القارة الإفريقية كعمليات الإجهاض المتكرر، شددت السيدة هيشيليما على أهمية النهوض بالتربية الجنسية باعتبارها رافعة أساسية لتحقيق الرفاه الأسري.
أما المدير العام للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، السيد ألفارو بيرميخو، فأشار إلى أن امرأة واحدة من بين كل 5 نساء في إفريقيا تواجه مشاكل متعددة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك تنظيم الأسرة، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود على هذا المستوى.
وسلط السيد بيرميخو الضوء على مختلف المشاكل والمخاطر التي تهدد صحة النساء والفتيات في إفريقيا مثل إعذار البنات وعمليات الإجهاض، مسجلا الحاجة الملحة إلى وضع سياسات مواتية واتخاذ قرارات ناجعة من أجل تجاوز “هذه النقط السوداء” التي تعوق مسار التنمية المستدامة.
وبعدما ذكر بأن الحقوق ذات الصلة بالصحة الجنسية والإنجابية والرفاه الأسري هي حقوق كونية، أبرز السيد بيرميخو أن الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة ينشط في أكثر من 260 بلدا عبر العالم، مشيرا إلى أن أزيد من 50 في المائة من أعمال وأنشطة الاتحاد تقام على صعيد القارة الإفريقية.
يذكر أن الدورة الحادية عشرة لهذا المؤتمر الإفريقي مُنظمة من طرف الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة بشراكة مع الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة ومنظمة “Action Health Incorporated” غير الحكومية، في الفترة ما بين 29 فبراير و02 مارس بسلا، وذلك بهدف مناقشة السياسات وتقاسم الممارسات الفضلى ذات الصلة بحقوق الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والشباب في إفريقيا.
كما يسعى هذا الحدث الإقليمي إلى توفير فرص الالتقاء والتواصل بهدف تعزيز العمل والمبادرات لصالح الصحة الجنسية والإنجابية على صعيد القارة الإفريقية.