جرى، مساء أمس الثلاثاء في دبلن، الاحتفاء بالعمارة المغربية، التي تميزت على مر التاريخ بروعتها وإبداعها، من خلال تقديم كتاب بديع يستعرض مختلف تعبيرات هذا الفن المعماري الأصيل الذي يعكس تاريخ المملكة العريق.
ويحتفي الكتاب، الذي أنجزته دار النشر الأيرلندية “غراندون” تحت إشراف المصور الفوتوغرافي الشهير دانيال هولفيلد، بعنوان (Contemporary Morocco : Building A New Vernacular Architecture)، بالأجيال المختلفة من المهندسين المعماريين الذين شكلوا المشهد الحضري المغربي.
كما يسلط الضوء على تأثير الحرفيين التقليديين المغاربة على أعمال الأجيال الجديدة من المهندسين المعماريين.
ويتجلى هذا التطور من خلال المشاريع المهيكلة الكبرى التي تم إطلاقها في جهات المملكة الاثنتي عشرة تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاسيما محطات القطار فائق السرعة الضخمة، ومطار مراكش، والمسرح الكبير في الرباط، وجسر محمد السادس، التي أحدثت ثورة في المشهد المعماري المغربي مع الحفاظ على طابعه الأصيل.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد سفير المغرب في إيرلندا، لحسن مهراوي، أن الكتاب يعد “شهادة قوية على التطور المعماري للمغرب، ويسلط الضوء على المشاريع الاستراتيجية المهيكلة التي تم إطلاقها وتنفيذها تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس”.
وأضاف السفير أن المغرب “شهد على مدى السنوات الـ 25 الماضية تحولا عميقا في مشاهده الحضرية والقروية”، مشيرا إلى أن المباني والمشاريع الواردة في الكتاب تمثل “مزيجا فريدا من التقاليد والحداثة. وقال إنها تشهد على تعاون المهندسين المعماريين المغاربة والدوليين في الحفاظ على التراث الثقافي للبلاد مع تعزيز الابتكار في الوقت ذاته.
ولم يفت مهراوي، الإشارة، بهذه لمناسبة، إلى التطور الكبير الذي تشهده العلاقات بين المغرب وإيرلندا، لا سيما في مجالات الثقافة والتعليم والأعمال.
من جانبه، قال المشرف على الكتاب، دانيال هولفيلد، الذي يتمتع بخبرة طويلة في مجال الهندسة المعمارية والتصوير الفوتوغرافي، إن هذا المؤلف، الذي يقع في أكثر من 200 صفحة، يحتفي من خلال 550 صورة فوتوغرافية ورسوم توضيحية ب30 مشروعا، وبالنمو والتحول الملحوظ الذي شهدته المملكة المغربية على مدى العقود الأخيرة.
وأضاف أن الكتاب هو رحلة عبر المغرب تمزج بين التقاليد والحداثة، مشيرا إلى أن كل مشروع معماري في المملكة يقدم لمحة عن الفرص الفريدة التي يوفرها هذا البلد، وهي فرص تشكلها الجغرافيا، من المدن الساحلية إلى القرى الجبلية، مرورا بالمراكز الحضرية سريعة النمو في جنوب المملكة.
وحضر حفل إطلاق الكتاب ثلة من الشخصيات، من بينهم نواب إيرلنديون وسفراء دول شقيقة وصديقة ورجال أعمال وأكاديميون وإعلاميون.