يبدو أن بعض كبار المسؤولين في الدولة المغربية يعيشون في عالم آخر بعيداعن مواطنيهم. وعلى سبيل المثال، حصلت المديرة العامة للمكتب الوطني للمطارات، حبيبة لقلالش، على عطلتها السنوية بعد أسبوع واحد من زلزال الحوز الذي هز المملكة والمغاربة.
ففي يوم الجمعة 15 شتنبر 2023، وبينما كانت عمليات الإغاثة تسير على قدم وساق، وبينما أطلق المغاربة، من جميع الطبقات، قوافل تضامنية إلى المنطقة المنكوبة، أظهرت حبيبة لقلالش افتقارا صارخا للتعاطف وافتقارا كبيرا للشعور بالمسؤولية. فقد اختارت أن تطير إلى الولايات المتحدة للاستمتاع بأجوائها، حتى لا تسمع أنين مئات الآلاف من مواطنيها، علما أن مكتبها لم يعلن، حتى الآن، عن قيمة مشاركته في الصندوق الخاص بتدبير تداعيات الزلزال.
هذه الاستفادة من عطلة، وسط كارثة غير مسبوقة، للمسؤولة الأولى عن قطاع استراتيجي يسائل، أيضا، الوزارة الوصية في شخص وزير النقل محمد عبد الجليل، وأيضا رئيس الحكومة عزيز أخنوش اللذين أشرا لها على “عطلتها” في هذا الوقت الحساس.
منذ أن عُينت هذه “التلميذة الأثيرة” لدى إدريس بنهيمة الرئيس المدير العام السابق لشركة الخطوط الجوية الملكية، يوم فبراير 2021، على رأس أحد المكاتب الأكثر استراتيجية في المملكة، أظهرت الكثير من أوجه القصور في تدبيرها للمكتب، وهي أوجه القصور التي يعرفها موظفو الخطوط الملكية جيدا.
فبعد 3 سنوات في منصبها، لم تتمكن حبيبة لقلالش من مواكبة المشروع الكبير المتمثل في تحديث مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. كما أن الوفاة المأساوية صعقا بالكهرباء، نهاية غشت الماضي، لأحد أعوان المكتب إثر انفجار محول كهربائي ليست سوى حلقة واحدة من سلسلة طويلة من إخفاقات نائبة المدير العام السابق لشركة الخطوط الملكية.
وفي بداية شهر شتنبر الجاري، كانت بضع ساعات من الأمطار كافية لإغراق البنية التحتية الجديدة في مطار وجدة أنجاد. إذ أثبت غياب نظام الصرف الصحي وعدم التدخل السريع والكافي مدى ابتعاد المديرة العامة للمكتب الوطني للمطارات، “المتخشعة” في مكتبها الأنيق والمكيف بالنواصر، عن واقع البنى التحتية التي من المفروض أن تكون في صلب اهتماماتها اليومية.