أكد المغرب، اليوم الجمعة بلشبونة، التزامه الراسخ بالمساهمة الفعالة في إنجاح خطة العمل لحوار مجموعة 5+5 حول البحث والابتكار والتعليم العالي.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، السيد عز الدين الميداوي، في كلمة له خلال المؤتمر الوزاري السادس لحوار مجموعة 5+5 حول البحث والابتكار والتعليم العالي، الذي انعقد بلشبونة، التزام الوزارة بالمساهمة الكاملة في تنفيذ الإجراءات المحددة في خطة العمل 2024-2026، الملحقة بالبيان المشترك الموقع، اليوم، من قبل دول المجموعة، بهدف تعزيز الحوار السياسي والتعاون في مجالات البحث والابتكار والتعليم العالي، وتعزيز التكامل لمنطقة غرب البحر الأبيض المتوسط مبتكرة وشاملة وقادرة على الصمود.
وقال المسؤول الحكومي، خلال هذا الاجتماع، إن إعلان لشبونة، الذي توج أشغال الاجتماع، “يشكل لبنة إضافية تمثل الطموح المشترك في تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والإرادة المشتركة في تعبئة كفاءات بلداننا المختلفة وتوجيه أعمالنا نحو أهداف مشتركة، بهدف تسهيل تنقل الباحثين والأساتذة الباحثين، وتعزيز التعليم عن بُعد، وتشجيع روح ريادة الأعمال، وتسهيل نقل التكنولوجيا، مع ضمان الوصول إلى البنية التحتية العلمية”.
ولم يفت الميداوي التأكيد على أهمية حوار 5+5، الذي يبرز كمنصة إقليمية للتشاور، والتكامل، والعمل التضامني، مسجلا أن هذا الحوار يهدف إلى تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب من خلال بناء شراكة قوية ومتوازنة، وجعل التعليم العالي، والبحث العلمي، والابتكار محركات حقيقية لحلول للتحديات المشتركة.
ولإضفاء دينامية جديدة على الشراكة بين البلدان الشريكة بالمجموعة، شدد الوزير على ضرورة تطوير منصة رقمية تهدف إلى تسليط الضوء على العديد من التجارب الناجحة، وتكون بمثابة نقطة محورية للمعلومات الخاصة بحوار 5+5 حول المشاريع الجارية والفرص المتاحة، مشيرا إلى أن هذه المنصة ستساهم في تعزيز تنقل الباحثين والطلاب بين البلدان الشريكة.
وفي نفس السياق، قال السيد الميداوي إن “جميع البلدان الشريكة مدعوة إلى توحيد الجهود لتعبئة أدوات البحث العلمي والابتكار في خدمة الحفاظ على النظم البيئية البحرية، التي تُعد أساسية لجميع دولنا وللإنسانية جمعاء”.
من جهة أخرى، ذكر الوزير بأن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، انخرط في مسار إصلاحي طموح حُددت ملامحه من خلال النموذج التنموي الجديد، مشيرا إلى أن هذا النموذج جعل من رأس المال البشري، والعلوم، والتكنولوجيا، والتعاون رافعات أساسية لمواجهة تحديات العصر، لاسيما تغير المناخ، والتلوث، والأمراض الناشئة والأوبئة، وكذلك القضايا المتعلقة بالغذاء، والماء، والطاقة.
كما أشار إلى المبادرة الملكية الأطلسية، التي أطلقها جلالة الملك بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء في نونبر 2023، والرامية إلى جعل الواجهة الأطلسية مركزا للتواصل الإنساني، وقطبا للتكامل الاقتصادي، ومنارة للإشعاع القاري والدولي.
وتوج هذا المؤتمر، الذي حضره مراقبون من المفوضية الأوروبية واتحاد المغرب العربي والاتحاد من أجل المتوسط، ب”إعلان لشبونة”، الذي أوصى فيه المشاركون بتنفيذ خطة العمل الملحقة التي أعدتها مجموعة كبار المسؤولين خلال الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر بهدف تعزيز التعاون بين الدول الشريكة من خلال الحوار السياسي والتعاون، وتوطيد الدبلوماسية العلمية، وتشجيع تدبير الموارد بشكل أكثر فعالية كوسيلة لتعزيز التكامل والتنمية الإقليمية.
كما أكدوا على العزم المشترك لتعزيز التعاون من أجل تعزيز إمكانيات الشباب والنساء، وتوفير وصول شامل إلى مجالات البحث والابتكار والتعليم العالي باعتبارها أساسية للتنمية والازدهار في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ودعا المؤتمرون إلى تعزيز التعاون ودعم الشراكة من أجل البحث والابتكار في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في إطار برامج التمويل الجديدة للمفوضية الأوروبية (2021-2027)، لتقديم مقترحات مشتركة تهدف إلى بناء القدرات وتعزيز التعاون في البحث والابتكار في منطقة غرب المتوسط.
كما دعوا إلى الاستفادة الكاملة من الأدوات المتاحة، وتعزيز تكافؤ الفرص في مسار الباحثين والمهارات والتنقل، ودعم بناء القدرات، والتنسيق، والعمل المشترك، بما في ذلك في مجالات الابتكار وقابلية توظيف الطلاب والخريجين والباحثين من منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وسلمت البرتغال، التي كانت تتولى الرئاسة الدورية بالشراكة مع موريتانيا، خلال المؤتمر الرئاسة لليبيا.