يُمثّل اكتشاف أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم أهمية بالغة لدى أوروبا، للاعتماد عليه ففي إنتاج الأسمدة الزراعية والألواح الشمسية والحديد وبطاريات الليثيوم اللازمة للتوسع في إنتاج السيارات الكهربائية وتخزين الكهرباء.
وفي هذا الإطار، ضمّنت المفوضية الأوروبية صخر الفوسفات، في اقتراحها لشهر مارس 2023، بشأن قانون المواد الخام الحرجة، إذ تُمثّل منتجاته أهمية إستراتيجية في تصنيع التقنيات الرئيسة للانتقال الأخضر.
ومنذ مطلع يوليو2023، تجاوزت النرويج المغرب، لتتصدّر قائمة الدول صاحبة أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم، إثر اكتشاف احتياطيات ضخمة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
بلغت الاحتياطيات العالمية المؤكدة من الفوسفات 72 مليار طن متري، وفقًا لتقييم هيئة المسح الجيولوجي الأميركية عام 2021، قبل اكتشاف أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم في النرويج.
ويمتلك المغرب 50 مليار طن متري من الاحتياطيات العالمية للفوسفات، تليه مصر باحتياطيات تُقدَّر بـ 2.8 مليار طن متري، وتونس بمخزون 2.5 مليار طن متري.
وحلّت الجزائر في المركز الخامس بقائمة الدول صاحبة أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم، بكميات تبلغ نحو 2.2 مليار طن متري، ثم الصين سادسًا بمخزون 2.2 مليار طن متري، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتُقدَّر احتياطيات البرازيل وجنوب أفريقيا بنحو 1.6 مليار طن متري لكل منهما، بينما تمتلك المملكة العربية السعودية نحو 1.4 مليار طن متري، وتبلغ احتياطيات أستراليا 1.1 مليار طن متري.
يوجد الفوسفات في نوعين من الصخور، هما الصخور الرسوبية، التي تتكون من طبقات الرواسب والمواد العضوية، والصخور النارية، التي تنشأ بعد خمود النيران في الحمم البركانية، وهو النوع عالي النقاوة الأكثر جودة، ويُستخرج نحو 95% من الفوسفات العالمي من الصخور الرسوبية.
ويُستعمل صخر الفوسفات، بشكل رئيس، في إنتاج الفوسفور لصناعة الأسمدة، بنحو 90% من المستخرج من صخور الفوسفات في العالم، كما يدخل الفوسفور في العديد من المنتجات والصناعات المهمة، ولا سيما صناعة الرقائق، ويدخل الفوسفات عالي النقاوة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
ومن المتوقع أن تمثّل كميات الفوسفور اللازمة لإنتاج البطاريات نحو 5% من الطلب العالمي بحلول عام 2050، بحسب مقال نُشر في المجلة العلمية نيتشر في (2022).
وتُستنفذ الاحتياطيات المعروفة لصخور الفوسفات عالية الجودة ببطء، إذ يحتفظ بها 4 أو 5 فقط من كبار المورّدين خارج أوروبا، بحسب تحالف المواد الخام الحرجة.
وتتركز صناعات تكرير الفوسفات في الصين وفيتنام وقازاخستان، بينما لا تُنتج مادة الفوسفات الخام في أوروبا، إذ يُعدّ تكريره عملية كثيفة الكربون.
وقال مؤسس شركة نورج مايننغ -صاحبة اكتشاف أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم- مايكل ورمسر، إن النرويج ستكون قادرة على مراقبة المعايير البيئية بحيث تكون أكثر صرامة عند التنقيب عن تلك المعادن وتنقيتها مقارنةً بالمنافسين في آسيا، من خلال تطبيق تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه.
كشفت النرويج، في 1 يوليو/تموز 2023، تَوصُّل شركة التعدين نورج مايننغ (Norge Mining) لاكتشاف أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم، قُدّر بنحو 70 مليار طن متري، بحسب موقع يور أكتف (EURACTIVE).
وقال مايكل ورمسر، إن الفوسفور الذي سيُنتج من أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم سيكون مهمًا لأوروبا؛ لأنه سيوفر الاستقلال الذاتي.
وتتطلع شركة نورج مايننغ إلى إنهاء إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة لبدء الإنتاج، في ظل دعم من الحكومة النرويجية، التي أكّدت، في ديسمبر/كانون الأول 2022، حصول جميع مشروعات المواد الخام المُهمة في النرويج على موافقة سريعة.
بالإضافة لكونه صاحب ثاني أكبر مخزون لصخور الفوسفات في العالم، يُعدّ المغرب ثالث أكبر منتج لمادة الفوسفات، وأول مصدّر لها على مستوى العالم.
ويؤدي المغرب دورًا حيويًا في حل أزمة الغذاء العالمية، من خلال توفير الأسمدة اللازمة للمحاصيل الزراعية، بفضل احتياطياته البالغة 50 مليار طن متري، إذ يُعدّ أحد أكبر منتجي الأسمدة في العالم.
أحد مواقع استخراج الفوسفات من صحراء المغرب – الصورة من ذي أتلانتك
وفي عام 2020، استحوذت شركة الفوسفات والأسمدة المملوكة للدولة المغربية “المكتب الشريف للفوسفاط” (OCP) على 54% من الحصة السوقية من صادرات الأسمدة إلى أفريقيا.
الطاقة