الوصية الأخيرة للصحافي حمزة الدحدوح، وكأنه يودع والده قبل الأوان، يوصيه من بين ثنايا حرب طاحنة لازالت تعيشها أرض غزة..
“إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرا لما صبرت”
هي عائلة وائل الدحدوح الاعلامي بقناة الجزيرة، التي قضى جزء كبير منها نحبهم، قبل أن يلتحق بهم حمزة، نعم قبل استشهاده وصف والده بالجبل رمز الصمود صمود غزة ، تحمَّل ما لا يتحمله بشر ، تماماً مثل غزة”…هكذا قالها حمزة قبل أن يلاقي ربه..
نعم، هو جبل ورمز من رموز الصمود، لم يقف مكتوف اليدين، رغم المعاناة رغم الألم، رغم فقدانه لأسرته، رغم فقدانه لزميله المصور، رغم إصابته بجروح خطيرة، رغم ورغم، لكن ظل وائل الدحدوح يواصل نقل الصورة والصوت من قلب غزة الجريحة، من بين الأنقاض وتحت القصف، يحمل ميكروفونه بلا تراجع، دون أن يلتف لا يمنة ولايسرة….فعلا هو جبل رمز للصمود كما وصفه سابقا ابنه الذي ووري جثمانه الثرى ليلتحق بكافة أسرته، تاركا وراءه وائل الأب يواصل ايصال الرسالة ويأمل بيوم مشرق..