انطلقت بوجدة، فعاليات الدورة الرابعة للمعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية” التي تنظمها وكالة تنمية جهة الشرق، من 17 إلى 21 أبريل الجاري، تحت شعار “الكتابة والزمن”، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية جهة الشرق ومجلس الجهة وجماعة وجدة وجامعة محمد الأول والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، بتسليم الجوائز على المتفوقين في مسابقة القراءة بصوت عال، التي تنظمها وكالة تنمية جهة الشرق لفائدة تلاميذ المستوى الابتدائي، حيث توج كل من التلميذ أبو بكر تيغانيمين (فئة التربية الدامجة)، والتلميذة دعاء رزقي (فئة اللغة العربية)، والتلميذ ياسر بوحاجي (فئة اللغة الفرنسية)، والتلميذة لينة بنسعيد (فئة اللغة الإنجليزية).
ونوه وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في كلمة تلتها نيابة عنه الكاتبة العامة للوزارة (قطاع الثقافة)، سميرة ماليزي، بتنظيم هذه التظاهرة الثقافية “المتميزة بمضامينها العميقة والواعدة”، معربا عن شكره للمنظمين على “العناية بالثقافة والفكر وحاملهما الوفي، الكتاب، الذي لا ندخر جهدا في تبويئه ما يستحق من عناية واحتفاء”.
وأوضح الوزير أن شعار الدورة “الكتابة والزمن” يعد شعارا عميقا للاحتفاء بالثقافة، و”يرسم علاقتنا بالزمن وما تسعى لتركه من أثر مكتوب”، مشيدا بمشاركة رواد هذا الملتقى الأدبي الاحتفاء في عاصمة الجهة الشرقية بالكتاب في رهاناته المغاربية.
كما أبرز السيد بنسعيد أن “الكتابة تظل شأنا جغرافيا يستدعي الثقافات والهويات والتطلعات”، مشيرا إلى التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس التي تدعو على الدوام إلى بناء مستقبل مغاربي ومتوسطي وإفريقي وإنساني موحد، وما يسعى إليه أيضا معرض الكتاب المغاربي ومدينة وجدة والجهة الشرقية المحتضنة لعدة فعاليات كبرى ذات منحى جمعي.
من جهته، استعرض والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد، معاذ الجامعي، مختلف الفعاليات الثقافية التي تعرفها مدينة وجدة التي تعتبر اليوم “عاصمة القراءة والكتاب”.
وأشار السيد الجامعي إلى أن دورة هذه السنة ستشهد تكريم الراحل عبد القادر الرتناني، مسلطا الضوء على مساهمته في إحداث هذه التظاهرة.
من جانبه، أشاد رئيس المعرض المغاربي للكتاب “آداب مغاربية”، محمد امباركي، بالمجهودات التي بذلتها مختلف الفعاليات المساهمة في تنظيم هذه التظاهرة الثقافية، معبرا عن ترحيبه بكل ضيوف الدورة الرابعة من شعراء وكتاب وفلاسفة وروائيين و”الذين حضروا من عدة دول لإغناء هذا الحوار الثقافي”.
وفي إشارة إلى شعار دورة هذه السنة، “الكتابة والزمن”، قال السيد امباركي إن غياب المعرض لمدة أربع سنوات الماضية بسبب جائحة كوفيد-19 “يجعلنا ندرك قيمة الزمن”، مضيفا أن الدورة الرابعة “تلقي الضوء على العلاقة الجدلية ما بين الزمن والمكان”.
ويرى المنظمون أن من شأن هذه التظاهرة الثقافية، التي تقام بفضاءات ساحة 3 مارس ومسرح محمد الخامس، المساهمة في الإشعاع الثقافي لمدينة وجدة، لاسيما أنها تعرف مشاركة كتاب وباحثين وروائيين وفنانين وشعراء من بلدان إفريقية وعربية وأوروبية، إلى جانب حضور 31 دار نشر، حيث سيعرض الناشرون المغاربة والأجانب إصداراتهم الجديدة.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة أيضا إقامة فضاءات متعددة لمقاهي أدبية وتنظيم ورشات عمل لفائدة الشباب والأطفال، وأمسيات شعرية، إلى جانب أنشطة ثقافية موازية بمؤسسات جامعية وتربوية وبالمؤسسة السجنية، ضمنها معرض تشكيلي برواق الفنون “مولاي الحسن” بمشاركة فنانين ينتمون لجهة الشرق، وذلك تحت شعار “الكتابة الفنية والزمن”.
كما سيكون زوار المعرض على موعد مع العديد من الموائد المستديرة، باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، تناقش مواضيع تهم، على الخصوص، “الكتابة والزمن”، و”زمن الإسلام” و”الجاليات والهجرة”، و”العالم والرقمنة”، و”نقد المعرفة”، و”الشعر في زمن الأزمات”، و”الآداب الإفريقية”، و”القصة في العالم العربي”، و”الرواية العربية بين اللغة والمجتمع”، و”سفر في الترجمة”.
وستعرف الدورة الرابعة أيضا تخصيص فضاء للطفل من أجل تحسيسهم وتشجيعهم على القراءة.
ويسعى هذا الحدث الثقافي إلى أن يصبح موعدا أساسيا لحوار الثقافات والحضارات، حيث يلتقي الإبداع المغربي مع المشترك الكوني من أجل مستقبل يسوده السلام.