بقلم : رضى البشري
شيئ جميل ان نرى بعض التماثل التاريخية التي تجسد معالم واحداث عرفها التاريخ عبر حقب من الزمن , لكن ليس بالغريب ان نرى تمثالا بنيويا عبارة عن حائط اسمنتي، نطلق عليه سفارة او عمارة ..
لدينا منصبا داخل العمارة لا يحرك ساكنا , رغم الاحداث المتتالية التي يعرفها العالم وخاصة بلجيكا .
غياب على مستوى البروتوكول الديبلوماسي لسعادة السفير خلق ارتباك في المهمة التي جاء من اجلها , وعن معالي السفير اتحذث الذي عمر طويلا بدون اي انجاز يذكر , لقد بلغ السيل الزبى .
اخطأ السفير المحترم الذي ليست له بصيرة ودراية في العلوم الدبلوماسية, فالدعم المادي والمعنوي والوقوف بجانب الجالية المغربية ببلجيكا والوقوف بجرأة وقوة التحدي والصمود ضد اعداء الوطن ووحدتنا الترابية كقضية اولى , لكن لم ينجح سفيرنا المحترم في مرتبته الديبلوماسية والتي هي الاعلى في مراتب السفراء , حيث تمنح عادة لشخص مكلف بمهام خاصة لبلده لدى البلدان الاخرى , او منظمات دولية وتمكنه غالبا من امكانيات استثنائية لاداء مهمته, لكن سفيرنا المحترم لاتتوفر فيه هاته الامور لعجزه في تسيير الامور السياسية او بالاحرى الديبلوماسية , حيث ليست له قواعد تابثة للعمل الديبلوماسي وضعف الخطاب السياسي التقليدي، وكذلك عدم وجود آلية موحدة للعمل لإحراز اهداف محددة من قبل الخارجية وصناع القرار , وهذا ينعكس سلبيا على الاداء الديبلوماسي بشكلها وآلياتها التقليدية والذي خلق للاسف الشديد التمثيل الضعيف على مستوى الدولي والاقليمي .
فضعف اداء معالي السفير المحترم العاجز بحكم انه لا يمثل سوى حزبه اولا , ويتجلى ضعفه على مستوى تجربته و درايته العملية في مجال الديبلوماسية, و بقائه في منصبه يزيد طين بلا، حيث خلق حالة من التفاوت والنقيض .
فغياب التواصل وخلق جمعيات مشتركة مع البلد المضيف له تأثيره الديبلوماسي بحكم انه فن ادارة العلاقات الدولية , وفن التمثيل والتفاوض والحوار والصداقة وكذلك رعاية الجالية , لكن ماذا نقول عن سفيرنا المحترم الغائب الحاضر, فهو وبكل مصداقية لايمثل الدولة في الساحة الدولية , لانه لاتتوفر فيه أبجديات العمل الدبلوماسي، لكي ينجح في عمله كسفير , والعمل على ضوء العلانية ومتابعة وسائل الاعلام المختلفة , والمؤسسات الديمقراطية وما يفرزه الرأي العام .
لكن يبقى غياب اليقظة والحنكة السياسية الدبلوماسية، التي تخلق الاتجاه الانعزالي والهروب والتستر خلف احزاب سياسية وشخصيات ضعيفة كان لها دورا في تعيينه كسفير متقاعد.
فقظ حان وقت الرحيل.. للحفاظ على دم ماء الوجه ..وخلق دينامية دبلوماسية جديدة.