بقلم: رضى البشيري/ بروكسل
ما ان تلوح بشائر عيد الاضحى في الافق، حتى تتحرك المجالس العلمية في بلجيكا من سباتها العميق، وتبدأ المنافسة المحمومة بين المجلس الحقيقي والمجلس المزور كما يدعون، فالمجلس العلمي بباجيكا وجمعية المجلس العلمي ببلجيكا ،وكأننا في تصفيات كأس العالم للدين، لكن دون حكام ولا روح رياضية .

الكل يدعي العلم والنية الطيبة وخدمة الجالية المسلمة، بينما في الكواليس تشحذ السكاكين ليس لسنة الاضحية، بل لذبح بعضهم بعضا معنويا باسم توحيد الكلمة وخدمة مصلحة المسلمين، فجأة يتحول عيد الاضحى الذي هو جوهره عبادة وقربى ، الى مشروع اقتصادي موسمي بامتياز وصفقة مربحة لا تفوت .
والغريب في الامر ان كل طرف يتهم الاخر بالانحراف، فهتاك فتوى تمنع دبح الاضحية وان تتحد الجالية بارسال الاموال الى البلد الام من اجل مساعدة المعوزين في شراء الاضحية ،رغم التعليمات السامية لصاحب الجلالة بعدم دبح اضحية العيد ، لكن الفريق الاخر يتبرأ من هاته الفتاوى وانها غير قابلة للنقاش لانهم لايعترفون بهم كممثل رسمي للمجلس العلمي ببلجكا ، وانهم دخلاء يحملون اسم مزور .
العجيب ان كل طرف يتهم الاخر بالانحراف والجهل والعمالة احيانا، لكن لا احد ينسى ان يضع رقم هاتفه على المنشورات الرسمية وحسابات PayPal لجمع التبرعات، وجدول الخرفان المعتمدين طبعا الحلال مئة بالمئة وبشهادة المجلس المبارك .
كما يطل علينا الناطقون باسم هذه المجالس على شاشة التلفزة والفايسبوك وغيره من التطبيقات ك tik tok ،في بث مباشر يرتدون جلالب ناصعة البياض، يوزعون الفتاوي كما توزع الحلوى لكن بحذر شديد ، لاتنسوا ان الاضحية واجبة ، ومن لا يضح ….??? هنا يسدل الستار على الكلام، ويفتح الباب للتبرع الالكتر ني.

اما المنابر ، فتحولت الى حلقات دعائية تنتهي دائما بجملة ( تواصلوا معنا ) وكأننا بصدد عرض خاص في يوم الجمعة ، في الحقيقة المشكلة حين يصبح الدين مجرد غطاء لاستعراض النفوذ ، تثبت الاقدام واستغلال الشعائر كمشروع موسمي مريح .
ما يجري بين المجلس العلمي الذي يتهم جمعية المجلس العلمي بالتزوير ، ليس خلافا فقهيا ولا اجتهادا محمودا ، بل هو صراع بقاء ومعركة وجود ، على من يمثل الاسلام الرسمي امام السلطات البلجيكية، ومن يضمن مقعدا في موائد التمويل او توصية عند توزيع المناصب ، حيث اصبحت الجالية التي تريد فقط ان تضحي في هدوء وسط الصراع ، كمن يبحث عن اضحية في سوق الشعار، حيث لا تعرف من يضحك معك، ومن يضحك عليك .
لنا عودة في الموضوع.