مغرب العالم/ بوشعب البرنوص
في ظل الاوضاع المتغيرة التي تشهدها الساحة الدبلوماسية ببلجيكا ، تظل بعض الممارسات غير المفهومة تتير التساؤلات والاستغراب، ومن بين هذه القضايا الحساسة مسألة استدعاء شخصيات ذات ارتباطات مشبوهة بالانفصاليبن او ذات تاريخ مثير للجدل ، الى الانشطة الوطنية والرسمية التي تنظمها السفارة المحترمة ، مما يطرح علامة استفهام كبيرة حول معايير الدعوة والمشاركة في مثل هذه المناسبات.
![](https://maghrebalalam.com/wp-content/uploads/2025/02/6a6610feab86a1f294dbbf5855c74af9-16953092102262709707383484021-1024x576.jpeg)
حيث اثار استدعاء هؤلاء الافراد وعلاقاتهم مع بعض الانفصاليبن ومن يدعون انهم من المخابرات السرية ويحملون بطاقات صحافة غير معتمدة …
تساؤلات عديدة حول دور المؤسسات الدبلوماسية ببلجيكا في انتقاء الحضور في أنشطة السفارة.
لايخفى على احد ان هاته المؤسسات تمثل صورة الدولة في الخارج، وتعكس مواقفها وتوجهاتها، ومن ثم فأي خطوة تقوم بها ، يجب ان تكون مدروسة بعناية.
فكيف يمكن تفسير حضور اشخاص عرفوا بمواقفهم الداعمة للانفصاليين او المرتبطة بها، في فعاليات وطنية و الرسمية ،هل هذا مجرد خطأ إداري وتنسيقي بين مصالح السفارة ?? ام ان هناك تساهلا غير مبرر في التدقيق في قوائم الحضور ??.
من غير المقبول ان يتم منح الشرعية لاشخاص يدعون انهم ممثلوا الصحافة او المخابرات في حين انهم لايحملون اي صفة رسمية أو اعتماد قانوني، فهل يتم التحقق من هويات هؤلاء قبل دعوتهم?? ولماذا يتم السماح لهم بالتواجد في مناسبات رسمية ، قد يتسبب في نقل معلومات حساسة او استغلال الحدث لاغراض مشبوهة .
ان غياب اي توضيح رسمي من طرف السفارة وعلى رأسها معالي السفير السيد محمد عامر ، يثير الريبة ويضعف الثقة في عمل الدبلوماسية، فالصمت في مثل هذه الحالات لايخدم المصلحة الوطنية ، بل يفتح الباب للتأويلات والتساؤلات حول ما اذا كان هناك تراخ او عدم اكثرات بهذه الاختراقات التي قد تؤثر على صورة الدولة ومصالحها في الخارج.
ان استمرار هذا الوضع دون تدخل حازم ، يعني التغاضي عن هذه الظواهر او العجز عن التعامل معها ، الامر غير مقبول، خصوصا تملق بعض اشباه الصحافيين والجمعوين الذين يطوفون بين جدران وقنوات السفارة ، يطوفون عليها للتقرب من الموظف الاول بها ونيل الرضا والقبول ، المطلوب اليوم هو اتخاذ اجراءات واضحة لضبط الامور ، اضافة الى تقديم توضيح رسمي من السفارة وعلاقتها بهؤلاء الناس، فالصمت لم يعد خيارا.
ويبقى السؤال المطروح، الى متى يستمر هذا الصمت?? ومتى نرى تحركا حقيقيا يحفظ هبة المؤسسات الدبلوماسبة ويصون المصلحة الوطنية ??.