حجاج تائهون بدون فندق، وسوء تغذية، وإهمال طبي، ومبيت في العراء جزء صغير فقط من الجحيم الذي عاشه مئات الحجاج المغاربة، والذين وجهوا تهمة التقصير للبعثة الرسمية، بعد أن اختفى ممثلوها عن مخيمات منى، وتركوا الحجاج عالقين في ظروف جد صعبة.
حاج مغربي قال أنه اضطر للمبيت فوق “بونجة” بعرض أقل من نصف متر، وطول يتجاوز المتر بقليل.
كما عانى الحجاج من ضعف التغذية التي اختفت عن عدد منهم قبل أن يتفاقم الوضع مع غياب الطاقم الطبي، واختفاء المرافقين التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية الذي تحولوا في “منى” إلى حجاج، ولبسوا الإحرام”.
كما سجل الحجاج غياب النقل إلا من حظي به صدفة أو عن طريق مرافق.
وقال حاج أنه انتقل رفقة زوجته المريضة بمرض مزمن من غرفة الى مزدلفة على بعد كيلو مترات قليلة بثمن 200 ريال سعودية للفرد، أي حوالي350 درهم، وعاد من مزدلفة ألى الجمرات بنفس الثمن، كما انتقل مع زوجته من منى إلى الفندق ب500 ريال سعودية بعد قطع مسافة 7 كلم مشيا مخترقين ساحة رمي الجمرات بالحقائب.
وكشف أن الفندق قطن به كان مملوئا بالمغاربة فندق (اسكن) دون وجود طاقم طبي، أو ممرض،وطُلب من كل مريض كيف ما كان وضعه الصحي التنقل إلى فندق آخر اسمه (سرايا للضيافة) حيث يوجد الطاقم الطبي المغربي، والأدهى من ذلك أن الحجاج الذين تكبدوا عناء التنقل صدموا بخدمات تطبيب نظرية دون أدوية.
ووفق ذات الشهادات فقد ضل أحد الحجاج المغاربة بين الموت والحياة لعدة أيام بمستشفى متنقل بمنى بسبب ما عاناه من سوء تنظيم.
كما فُقد العديد من الحجاج المغاربة وباتوا لعدة أيام في الخلاء قبل العثور عليهم في وضعيات صحية حرجة.
وقال حاج مغربي أن الوزارة تتحمل كامل المسؤولية في الفوضى التي وقعت، والتي جعلت عددا كبيرا من الحجاج المغاربة يفقدون أعصابهم، خاصة بسبب سوء تدبير النقل وكأن الوزارة متعاقدة مع “خطافة” وليس مع شركة المفروض أن لها تصاريح للعبور وفق برامج محددة كباقي الدول.
وصُدم عدد من الحجاج بكون لا أحد يمتلك المعلومة ضمن المرافقين للوفود المغربية والتابعين لوزارة الشؤون الإسلامية في مهزلة أثارت سخط الحجاج.
وسجل حاج مغربي من بنسليمان إصابة عدد من الحجاج المغاربة بالإسهال بسبب تدني جودة الغذاء، ورداءة وضعف مكوناته، وقال أن مجموعة من الحجاج لم يتوصلوا عند دخولهم الفندق بتصريح الحج، (البادج الرسمي للحج)، والذي بدونه لا يمكن الحج،و ظلوا لعدة أيام وهم يتجولون معرضين لخطر الاعتقال والترحيل.
وسجل أن العديد من الحجاج كانت لديهم ملفات لأمراض مزمنة (السكري السرطان ..) ورغم أنها سُلمت للمسؤولين إلا أنهم تُركوا للإهمال دون متابعة أوضاعهم الصحية، و تغذيتهم.