خسارة حزب الاستقلال في انتخاب رئيس مجلس جماعة مكناس الأخير لم تقتصر فقط على ثقة المكناسيين، بل امتدت لتشمل فقدان مناصب مهمة ونفوذ داخل المجلس الجماعي، مما عرّض الحزب لضربة قاسية أفقدته الكثير من رصيده الشعبي الذي بدأ في ادخاره بعدما غاب عن المشهد السياسي المحلي لسنوات. هذه الهزيمة لا تنفصل عن تقييم أداء ممثلي حزب الاستقلال بالمجلس الجماعي خلال فترة وجودهم في الأغلبية المسيرة، حيث يرى عدد من المتابعين أن هؤلاء الأعضاء لم ينجحوا في إدارة القطاعات التي كانت تحت مسؤوليتهم، بل أسهموا في إثارة وافتعال الأزمات داخل المجلس.
وتُتهم قيادات الاستقلال بأنها ساهمت في خلق أزمات متعمدة تهدف إلى إظهار الرئيس السابق، جواد باحجي، بمظهر العاجز عن حل مشاكل المدينة، وذلك لزعزعة صورته أمام السكان. هذه التحركات، التي وُصفت بمحاولات مفتعلة لتصنيع أزمات، وضعت الحزب في موقف يتناقض مع ما يُفترض أن تكون عليه ممارسات حزب عريق كحزب الاستقلال، خاصة أن مثل هذه الأساليب تضر بسمعة الحزب محلياً وتضعه في موضع الشك أمام المكناسيين.
اليوم، بعد انسياقه خلف “الأحرار”، وجد حزب الاستقلال نفسه بلا مكاسب سياسية تُذكر، بل بخسائر متلاحقة في مناصب ونفوذ محلي. فقدان نيابتين، ورئاسة لجنة، ومنصب ممثل الجماعة بمجموعة الجماعات الترابية بجهة فاس مكناس للتوزيع أظهر ضعفاً في استراتيجية الحزب في قراءة التحالفات، بل قراءة المشهد السياسي المحلي وموازن القوى، ما يثير التساؤل حول الكفاءات القيادية التي طالما تحدث عنها الحزب. فبدلاً من أن يعزز حزب الاستقلال مكانته بمدينة مكناس، انتهى به المطاف بمظهر متهاوي القوة أمام المواطنين، ليفقد جزءاً كبيراً من ثقتهم.
قد يكون هذا الوضع بداية النهاية لنفوذ الحزب محلياً، ما لم يُعد تقييم سياساته ويبتعد عن التحالفات التي أثبتت فشلها، ويعود لتركيز اهتمامه على خدمة المدينة وسكانها، بعيداً عن الحسابات الضيقة التي أثرت على مكانته ومصداقيته وتجعل منه حزباً من ورق على الساحة المحلية.
المستقل