الشرطة الفرنسية تعتقل بوق النظام الجزائري سعيد بن سديرة المقيم في بريطانيا و المقرب من الجنرال المتقاعد خالد نزار، بتهمة النصب و الاحتيال و الابتزاز و ممارسة نشاط استخباراتي فوق الأراضي الفرنسية.
وتم ايداعه سجن نانتير بضواحي باريس بأمر من المدعي العام.
سعيد بن سديرة، بوق النظام
سعيد بن سديرة، بوق النظام، لم يكن يوما صحافيا؛ بل هو مجرد مخبر لدى المخابرات الجزائرية بدرجة “وسيط في البغاء” يكتب تقارير عن زملائه، فهو لم يتحصل على أي شهادة جامعية تؤهله للعمل كصحافي، لأنه كان يفضل الليالي الحمراء مع كبرانات “الدياراس” (دائرة الاستعلام والأمن)، وهي تسمية المخابرات وقتها، على دراسته ليجد نفسه في آخر المطاف مطرودا، فتدخل له أحد عرابيه لكي يعمل بجريدة “الشروق” الجزائرية، وطبعا لم يجد له مالك “الشروق” وقتها أي مكان سوى تكليفه بالرد على بريد القراء.
يعترف سعيد بن سديرة أو المخبر الأسود، كما هو لقبه الحركي عند المخابرات والشعب الجزائري، بفخر كبير بأنه كان وما زال مع “القمع”! ولأنه أحمق، فهو يورط نفسه بالانتماء إلى فرق الموت التي كانت تقتحم البيوت وتستعمل الرونجارس، الذي يسميه الجاهل بالروجاس وهذا لجهله باللغة الفرنسية التي لم يتسن له إجادتها، على الرغم من أن جيله يتحدث الفرنسية بحكم الدراسة في الجزائر، والتي تدرس فيها لغة موليير من الثالثة ابتدائي. لكن سعيد بن سديرة لا يتقن الفرنسية والإنجليزية، على الرغم من أنه أمضى إلى حد الآن أكثر من عشر سنوات في لندن. وهنا، نقدم له تحديا آخر بحجم أقل، وهو أن يطل على متابعيه بعشر دقائق فقط ويتحدث باللغة الإنجليزية؛ لكن أكيد لن يقدر على ذلك، وفاقد الشيء حتما لا يعطيه.
ولعل من الجرائم التي ارتكبها في حق الجزائر، والمحكوم عليه فيها رسميا من أجلها، هي التهجم على مسكن الغير ومحاولة ارتكاب جريمة اغتصاب؛ لكن العدالة الجزائرية لم تستطع تنفيذ الحكم وقتها، لأنه كان تحت حماية الكابرانات وهم الاسم الشائع لجنرالات الجزائر.. وهذا الحكم لم يسقط مثلما هي أحكام أخرى صدرت في حقه، والتي كان آخرها ابتزاز رجل أعمال.
وبعد أن عاث فسادا في الجزائر، كثرت الأحكام في حق سعيد بن سديرة، اضطر إلى الهروب نحو إحدى الدول الخليجية، خصوصا بعد تحجيم سيطرة المخابرات عقب وصول بوتفليقة إلى سدة الحكم، فلم يجد طريقا إلى القوادة والوساطة في البغاء؛ لكن ذيل الكلب لا يعتدل، كما يقول المثل العربي الشائع. فما إن وصل سعيد بن سديرة إلى هذا البلد الخليجي حتى بدأ يمارس هوايته المفضلة، فهو مهووس بالعمل المخابراتي منذ صغره، وحلمه كان دوما أن يكون جاسوسا؛ لكن القدر جعل منه مخبرا مصنفا في الدرجة الثانية.
وأوضح سعيد بن سديرة في فيديو مصور على صفحته في موقع فايسبوك، إن الرئيس تبون طلب منه الدخول إلى الجزائر، ضمن مسعى لم الشمل.