استحوذت خطوط أنابيب نقل الهيدروجين من المغرب على اهتمام العديد من الدول الأوروبية، نظرًا لموقع البلاد الإستراتيجي القريب من القارة العجوز.
وجاءت ألمانيا ضمن الدول المهتمة بتأمين صادرات الهيدروجين من المغرب، لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة المتجددة، بهدف التشجيع على الابتعاد عن مصادر الوقود الأحفوري.
ودعا المدير العام لمجموعة تيسن كروب الألمانية (Thyssenkrupp)، ميغيل لوبيز، إلى بناء خطوط أنابيب جديدة للهيدروجين قادمة من المغرب وجنوب أوروبا.
مزايا نقل الهيدروجين من المغرب
تجدر الإشارة إلى أن المغرب جاء ضمن 6 دول اختيرَت لقيادة عملية تطوير الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
وأوضح التقرير أنه يُنظر إلى المغرب بكونه بوابة تربط الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى بأوروبا من خلال خطوط نقل الكهرباء وأنابيب نقل الهيدروجين على طول ساحل المحيط الأطلسي، ما يسهّل إنتاج وتجارة الهيدروجين الأخضر.
ويمتلك المغرب أهدافًا طموحة لتصدير ما يصل إلى 0.9 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، ومن المقرر أن تعمل على تسريع إقامة البنية التحتية والاستمرار في جذب الاستثمارات الأجنبية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وشدد التقرير بعنوان “خريطة طريق التدابير التمكينية للهيدروجين منخفض الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” على أن المغرب يهدف إلى أن يكون مركزًا للهيدروجين الأخضر في المنطقة، بحيث يغطي 4% من الطلب العالمي على الهيدروجين بحلول عام 2050.
ويمكن أن يستفيد المغرب من برامج الحوافز وخطط التمويل التي تنشرها الدول الأوروبية والمفوضية الأوروبية، خصوصًا للهيدروجين الأخضر، إذ تخطط البلاد لبناء صناعة واقتصاد الهيدروجين بشكل كبير من خلال الاستثمارات الأجنبية.
ويتمتع المغرب بميزة مهمة، تتمثل في انخفاض تكلفة النقل عبر خطوط الأنابيب مقابل النقل البحري، عند خدمة السوق الأوروبية.
ومن حيث التكلفة، تشير التقديرات إلى أنه يُمكن إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب بسعر يتراوح بين 4.64 دولارًا و5.79 دولارًا للكيلوغرام.
وتختلف تقديرات التكلفة المعيارية للهيدروجين (LCOH)، إذ تُقدّر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة تكلفة الهيدروجين الأخضر بما يتراوح بين 0.70 دولارًا و1.40 دولارًا للكيلوغرام في عام 2050.
وعن أهمية الهيدروجين في ألمانيا، قال لوبيز: “إن احتياجات الهيدروجين لمصنعنا الجديد هائلة”؛ إذ يعمل المصنع بتقنية الاختزال المباشر للحديد، التي تُنتزِع فيها جزيئات الأكسجين من أكاسيد الحديد بواسطة عدّة غازات، أهمها غاز الهيدروجين وغاز أول أكسيد الكربون، لإنتاج حديد نقي يُسمى الحديد الإسفنجي؛ لأن تركيبه الداخلي أشبه بالأسفنج.
وأشار لوبيز إلى أن أول مصنع للصلب الأخضر قيد الإنشاء بالفعل في دويسبورغ يُمكن أن يعمل -أيضًا- بالغاز الطبيعي، وفق ما نقلته صحيفة “لوبينيون” (L’Opinion)، الناطقة باللغة الفرنسية.
ومع ذلك، في حالة الاستعمال المفرط للغاز الطبيعي بدلًا من الهيدروجين، لن يحق لشركة تيسن كروب ستيل (Thyssenkrupp Steel) الحصول على المبلغ الكامل للمساعدات العامة، ولكن فقط جزء من ملياري يورو (2.2 مليار دولار) تقريبًا.
ولكي تتمكن من الاستغناء تمامًا عن الغاز الطبيعي هناك، تحتاج شركة تيسن كروب إلى 130 ألف طن من الهيدروجين سنويًا.