بقلم: ذ. خديجة الشنتوف / بلجيكا
في هدوء الصباح الساكن لليوم السادس والعشرين من شهر رمضان، حيث تلامس أشعة الشمس الأولى بلطف سطح الأرض، نستفيق إلى وعي هذا اليوم الخاص. إنه الجمعة الأخيرة من هذا الشهر المبارك، لحظة محملة بمعاني عميقة وفرص للتحول.
تستعد الشوارع الهادئة لاستقبال المصلين، الذين يتوجهون إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة. العقول مليئة بالتفاني والشكر ورغبة حارة في التقرب من خالقهم.
عبر الأسابيع الماضية، قطعنا رحلة روحية، محفوفة بالصيام والصلوات الليلية والتأمل. كان كل يوم فرصة للتطهير وإعادة التركيز على الأمور الأساسية وتعزيز رابطتنا مع الله.
والآن، ونحن نقف عتبة هذه الجمعة الأخيرة، تنبض قلوبنا بشدة خاصة. نتساءل عن المسار الذي قطعناه، والدروس التي تعلمناها، والتغييرات التي أحرزناها في أنفسنا.
في آيات القرآن، نجد تذكيراً مؤثراً:
“وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ۚ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ” (القرآن ١١:٨٨)
هذه الكلمات تذكرنا بأن مصيرنا بيد الله، وأن نجاحنا يعتمد على إيماننا وتفانينا في الله. في هذه الخطوة الأخيرة من رمضان، نجدد التزامنا بربنا، مدركين اعتمادنا الكامل على رحمته وهدايته.
في حين يتجمع المصلون في المساجد، وترتفع الصلوات نحو السماء في سيمفونية من التفاني، نحن مليئون بالشكر العميق على بركات هذا الشهر المبارك. نتعهد بمواصلة سعينا نحو النمو الروحي حتى خارج رمضان، وتطبيق تعاليم الصبر والكرم والتعاطف.
ليكن هذا الجمعة الأخيرة نقطة انطلاق نحو حياة تتسم بقيم الإسلام، حياة مليئة بالتقوى والتواضع وخدمة الآخرين. ولتكن كل لحظة فرصة للتقرب من خالقنا ولتشهد أفعالنا وكلماتنا عظمته.
في هذا الجمعة الأخيرة من رمضان، لتكن قلوبنا مليئة بالشكر والسلام والأمل. ولتكن صلواتنا مستجابة، في هذه الدنيا وفي الآخرة.