بقلم : ذ. فؤاد السعدي
طالب سكان المناطق المجاورة لميناء طنجة المتوسط، خصوصا أحياء الدالية والحومة، من الإدارة فتح تحقيق عاجل حول الإدعادات المتعلقة بمبادرة مؤسسة طنجة المتوسط “Fondation Tanger Med” الذراع التنموي للمجمع المينائي الأكبر وطنيا وقاريا، توزيع مستلزمات رياضية من طرف الشركة العالمية “Decathlon”, على السكان سنة 2018، في إطار أنشطتها الإجتماعية والرياضية، وتوضيح ما جرى، خصوصا وأن الحديث يدور عن أزيد من ثلاثة آلاف مستفيد من هذه المستلزمات، بينما لم يسمع السكان شيئا عن ذلك، فبالأحرى التوصل بها.
هذا وأعلنت إدارة الميناء المتوسطي مؤخرا عن أنشطة هامة قالت إنها قامت بها لفائدة سكان المناطق المجاورة للميناء حيث وزعت عليهم تجهيزات رياضية، في الوقت الذي يقول السكان إنهم لم يسمعوا بهذه الأنشطة قط، ولم يتوصلوا بأية تجهيزات كيفما كان نوعها.
وكان بيان لإدارة ميناء طنجة المتوسط قد أفاد أنه تم توزيع مستلزمات رياضية من طرف الشركة العالمية “Decathlon”, على السكان المجاورين للميناء لسنة 2018، ضمن أنشطة مؤسسة طنجة المتوسط، وقال أن ذلك تم ضمن الأهداف الرامية إلى “تشجيع الكبار والصغار على ممارسة الرياضة، وذلك بتوقيع شراكة مع شركة “ديكاتلون” الفرنسية المستقرة في المنطقة الحرة اللوجستية طنجة المتوسط، وأن جمعيات محلية هي من تكلفت بعملية التوزيع، حيث بلغ عدد المستفيدون أكثر من 3000 شخص، وهو ما خلف ارتياحا كبيرا بين المستفيدين”.
غير أن سكان المناطق المجاورة للميناء، وخصوصا أحياء الدالية والحومة، التي أقيمت فوق مزارعهم المنطقة اللوجيستية، بما فيها مستودع الشركة المانحة للوازم الرياضة، قالوا إنهم لم يسمعوا قط عن هذا النشاط، وأن لا أحد منهم استفاد من مستلزمات وتجهيزات رياضية، سواء في سنة 2018 أو في غيرها.
واستغرب السكان من بيان إدارة الميناء المتوسطي الذي يزعم على أن هذه المبادرة خلفت “ارتياحا بين السكان”، في الوقت الذي لا تتوفر فيه الأحياء المجاورة للميناء حتى على ملعب قرب بسيط لمزاولة الرياضة، بل حتى الحقول التي كانت إلى وقت قريب متنفسا طبيعيا لمزاولة الرياضة سواء بالنسبة للسكان أو بالنسبة للمصطافين خلال موسم الصيف قد تحولت الى مناطق تابعة للميناء”.
ويقول السكان هذه المناطق إن الشركة التي ترفع شعار “الرياضة للجميع” إما أنها لم تعثر على السكان المجاورين للميناء، أو أن المستلزمات الرياضية سلكت وجهة أخرى دون أن تصل الى وجهتها الحقيقية وهي سكان الدالية والحومة. كما تساءل هؤلاء عن عدد من المبادرات والانشطة المشابهة التي استهدفت الساكنة المحلية دون الوصول إليها، وهل يتعلق الأمر بتهميش وإقصاء مقصود.
وكانت المناطق المجاورة للميناء المتوسطي عرفت في السنوات الماضية أكبر عملية لنزع الملكية في البلاد، بما في ذلك المقابر، ولا زال سكان هذه المناكق يعانون حتى اليوم من انقطاع الماء والكهرباء وغياب الخدمات الأساسية والتهميش في مجال العمل بمرافق الميناء.